ads header

أخبار الموقع

رواية إعتراض الماضي بقلم شفيقة

 


هذه الروايه إمتداد للنوفيلا السابقه ستحكي عن

الماضي الذي حاء يعترض حياة ليلى الحديدة أتمنى تنال إعجابكم 

#لمسة_واحدة


رواية #إعتراض_الماضي

مقدمه

لا أحد منّا بلا ماضٍ، ولا يوجد ماضٍ بدون ذكريات 

كل إنسان بعيش بها تسيطر على أحاسيسه وعواطفه وتضل عالقة بذهنه، وقد يعيش بعد ذلك مواقف تستطيع محو كل شعور حزين من ذاكرته مهما كانت قسوتها، لكن أمام ذلك يجد نفسه مازال يحمل عبئاً ثقيلاً بداخله من قصة ماضي بعيد عاشت معه عبر السنين تستيقض عندما يضهر شبح هذا الماضي مره أخرى ويسعى لخطف تلك السعاده التي بناها هذا الانسان لنسيان ما لم ينسى،ليس هناك أسوأ من ذكريات ماضٍ تحاصر حاضرنا وتعرقل مستقبلنا،  وبغض النظر عن طريقة تعامل كل منّا مع ماضيه، فهناك من يبقى أسيرا لتلك اللحظات المؤلمة، وهناك من يتذكرها بين الحين والآخر، وآخرون من يجاهدون سنوات للقضاء عليها ....... وإذا كنت أحد أسرى تلك اللحظات المؤلمة، وماذا إذا عاد ماضيك بعدما كنت قد نسيته، محوته من حياتك وجعلت منه ذكرى كأنها لم تحدث ... ماذا لو وقف ذلك الماضي يعترض حاضرك يربك أيامك ويتلف ما بنيته، يسلب سعادتك  ويبعثك إلى طريق الظلام تحاول الهروب منه ولا تجد يدٌ ممدودة أمامك  ... حتى الحب لن يستطيع مقاومه هذا الشبح ...شبح الماضي الأليم الذي تسلل بخبثه ليقتلعك من عالمك الجديد يرجعك الى نقطه البدايه 

هل الحب القوي سيستطيع نشل ليلى مره أخرى منه؟؟


#الفصل_الأول

مهما بعُد الزمان، واندثرت أيامه، يبقى له خيال يحوم في الأجواء،  يركض وراءنا دون أن نلمحه وأحيانا تبقى لهفته إلى أشخاصه،  أو أحيانا يحاول الهروب منهم لكنهم يبقون كتلك الزهور المجففة برائحه متغيره،

إنه يوم عطله ... اليوم الوحيد في الأسبوع الذي  تستمتع فيه عائله شاه بوجود كل أفرادها في البيت ... تقضي السيده نوريه باقي  أيام الأسبوع  طول النهار في تسيير أمور بيتها وأحيانا تخرج للقاء صديقاتها والتسوق، لكنها تفضل تلك الفتره عندما يبدأ المساء في تحريك ستائره وتجلس على أريكه بيتها ماسكه كتابا بدأت قراءته  قبل حظور العشاء، وهي في  إنتظار  رجوع إبنها عامر وزوجته ليلى،  بعد قضاء نهارهما في العمل، تكتمل سعادتها وهي تراهما يدخلان سويا ماسكاً يدها وينظر إليها بإبتسامة تعبر عن سعادته بوجودها في حياته ... رغم قضاء نهارهما بعيدا عن بعضهما كل واحد في شركته، فهما يلتقيان كل يوم في فتره الغذاء يمرّ عليها عامر ليأخذها الى المطعم يستفيد من بعض الوقت وهو يشاهد زوجته حبيبته التي مازال يعشقها مثل ذلك اليوم عندما وضعها بين ذراعيه وأصبحت جزءا منه.... كل دقيقه كل لحظة يفكر فيها عندما تكون بعيده عنه بضعه ساعات في اليوم، ولن يهدأ له بالاً سوى عندما يشعر بها قربه ،  تكون في قمه سعادتها السيدة نوريه وهي تستمتع بإستقرار إبنها  وتتمنى أن يكتمل هذا الإستقرار بوجود روح أخرى تغمر بيتها، أن يكون لليلى وعامر طفلا يغزو بيتها بصراخه وشقاوته،لكن ذلك لم يحين وقته بعد ... وربما هذا ماينقص ليلى كذلك لإكتمال سعادتها .

رن هاتفها بينما كانو على مائده العشاء، نظرت إليه ليلى لتجدها صديقتها ريما ... مازالت كعادتها تتصل في الأوقات الغير مناسبه .. تركته يرن لا تبالي به لأنها جالسه مع زوجها ووالدته يتشاطرون هذه اللحظات القليله من نهارهم بسبب عملها الذي سرق أوقاتها، تتمتع بوجودها معهما، فقد أصبحا عائلتها الوحيده، مرّت سنتين على زواجها من عامر فهي تبحر في سعاده لم تعرفها أبدا في حياتها إلا مع هذه العائله .. زوجا عشقته ولا تستطيع العيش بدونه أصبح الهواء الذي تتنفسه .. وأماً، لم تكن تعرف الحنان إلا مع هذه المرأه التي فتحت لها صدرها وأدخلتها فيه لتخصص لها مكانا أمام إبنها الوحيد .. إنها العائله التي حلمت بها ليلى وهي صغيره  خاصة بعدما عرفت أنها يتيمة .. تمنت أن تكون لها أماً تحبها تخاف عليها وخاصه تشاطرها أحزانها وأفراحها،فقد إفتقدت لذلك مع الأم التي تبنتها، كانت تحبها كإبنه حقيقيه ليلى تعرف ذلك لكن هذا لم يكن يكفي لأنها لم تشعرها بالعطف، أهملتها فعاشت ليلى وحيده في بيت يقطنه أم وأب لا يدخلاه إلاّ للخلود للنوم أو الأكل، فكل ما إفتقدته ليلى مع تلك الأم وجدته مع السيده نوريه التي أصبحت تناديها أمي  ... مازال هاتفها يرن رفع عامر رأسه إلى زوجته وهي تتجاهل هذه المكالمه إبتسم لها وبين أسنانه قطعة لحم يمضغها، يعرف من المتصل ، بلع الأكل ليقول لها 

”ردي ليلى ربما شيئ مهم“ أخذت هاتفها وأخفضت صوت رنته وهي تجيبه ”إنها ريما فهي لا تعرف متى تتصل، لا شيئ مهم في كلامها غير أنها ستشتكي من زوجها“ إبتسم عامر لزوجته الغير مباليه  كأنها تعبت من مشاكل ريما التي لم تُحل حتى وهي أصبحت أماً لطفلٍ ربما هذا ما زاد من مشاكلها، تغير إهتمام ريما، وأصبح لإبنها الوحيد... بعدما كانت تشتكي من عدم اهتمام زوجها بها أصبحت هي التي لا تنتبه اليه ...لقد تحولت الى ربه بيت لا تخرج مثلما كانت من قبل ... لا تعيش إلاّ من أجل إبنها الذي أصبح مركز إهتمامها وربما حبها الوحيد ، لم تكن تتخيل ليلى أن تنتقل ريما من شابه تحب اللهو والتسوق إلى ربه بيت فقط لا شيئ آخر .... لكن ما يحزن ليلى في حياه صديقتها أنها أهملت مراد  بعدما تغير هو من أجلها وأصبح لا يسهر في العمل، وبدأت مشاكلها معه بلا نهاية ... أفاقت من شرودها بيد عامر على كتفها وصوته يسألها 

”أين سرحتي ليلى .. ماذا حدث لك“ رفعت رأسها مندهشه كأنها لم تسمعه عندما كان يهزها ويناديها إبتسمت تجيبه ”لا شيئ فقط سرحت في ريما“ أعطاها هاتفها الذي مازال يرن يقول لها مبتسما ”ردي عليها، ربما هي بحاجه إليك“ ردت ليلى الإبتسامه لزوجها الحنون الذي يهتم بغيره وأجابت على مكالمه صديقتها 

”نعم ريما ماذا تردين“ جاءها صوت صديقتها ومعها صوت آخر من بعيد، إنه أمين إبنها يلعب مع أمه ”أترك هذا أمين دعني أتكلم .... نعم ليلى ساعه كي تردي على المكالمه !!“ وقفت ليلى مبتعده أمام النافذة لكنها لم تبتعد عن أنظار زوجها أجابت بتكاسل ”كنت أتعشى مع أمي وعامر ... انتي تعرفين أن هذه اللحظات مهمة عندي“ 

”حسنا حسنا ... أجابتها بسرعه أنا آسفه، أردت فقط أن تكوني أول من يسمع الخبر“ إندهشت ليلى ما هو هذا الخبر الذي في إنتظارها، تخاف من مفاجآت ريما آخر مرة أخبرتها أنها تريد أن تطلب الطلاق مسكت على صدرها بكفها تحضن قلبها تنتظر ما ستقذفه ريما سألتها بخفوت صوتها ”ماذا ريما لعل الخبر خيراً“ بإستهتار ولا موبالاه لشعور صديقتها قالت لها سعيده ”أنا حامل ليلى ... سأكون أما لطفلي الثاني .. انتي أول واحده أخبرها حتى مراد لا يعرف بعد“ إبتسمت ليلى بحزن وهنأت صديقتها كاد صوتها أن يكون منعدم لكن عامر سمعها ”ألف مبروك ريما سعيده من أجلك“ شعرت ريما بحزن ليلى وأدركت أخيرا شعورها تعلم أنها لا تحسدها لكنها تتمنى أن يكون لها هي كذلك طفلا من حبيبها يكمل سعادتها سكتت ريما ثوان ثم أجابتها ”أتمنى أن تكوني أماً أنت كذلك هذه السنه وتكون الفرحه فرحتين .. لا تيأسي ليلى فالله كريم“ ظهرت إبتسامه الرضا أخيرا على شفتي ليلى وردت عليها ”ونعم بالله ريما ... أنا سعيده من أجلك ...أستأذنك الأن أريد أن آخذ حماما“ أغلقت هاتفها وعادت للجلوس مع زوجها وأمه اللذان حظرا الحديث ... شارده في كلام ريما وهي تخبرهما ”أخبرتني ريما أنها حامل“ ترقرقت الدموع في عينيها عندما عادت الى شرودها في ذلك الحديث ... نظر لها عامر وقد فهم ما يجول بخاطرها ... سنه كامله وحديثها لم يتغير تريد طفلا يملئ سعادتها تشعر به أنها إمرأه تستطيع ملئ حياه زوجها مما يتمناه الرجل ... أيقضها من ما هي فيه بقوله لها ”مبروك لريما ومراد .. لكن لماذا انتي حزينه هكذا“  نظرت ليلى الى السيده نوريه التي كانت تحدق فيها وقد فهمت هي كذلك ما تعانيه زوجة إبنها، صحيح ان ليلى لا تشتكي كثيرا لكنها تعرف أن رغبه الأمومه تخدش تفكيرها يوميا كلما رأت ليلى او سمعت بإمرأه حامل بدى التوق على ملامحها تتمنى ان ينعم الله عليها مثلما انعم على غيرها ... كل هذا تعرفه السيده نوريه لكنها لم تفاتح يوما ليلى بذلك تحترم شعورها، ولا تنسى أن تطلب كل يوم في صلاتها أن يرزق إبنها وزوجته طفلا يقوي رابطتهما ...  تكلمت ليلى ونوريه بعيونهما تفهم كل واحده منهما الأخرى ، وجهت مره أخرى نظرها الى زوجها الذي كان ينتظر جوابها فقدمته له 

”لا لست حزينه بالعكس أنا سعيده من أجلها ... عن اذنكم أريد ان أستحم قبل النوم“ هربت ليلى من نظرات الشفقه التي رأتها في عيون زوجها وأمه وأسرعت بالصعود الى غرفتها حاول عامر أن يوقفها لكنها كانت أسرع منه وإختفت في الرواق العلوي الذي يؤدي الى غرف البيت 

”أتركها إبني ستكون أحسن بعد قليل“ قالت أمه عندما وجدته قلق على زوجته ... رجع للجلوس أمام أمه يجيبها ”ليلى تقلقني كثيرا أمي أصبح هذا الأمر مركز تفكيرها ... تريد أن تنجب“ إبتسمت السيده نوريه لاطفت وجنة ابنها ثم أجابته ”عادي ابني إنها إمرأه وتريد أن تكتمل سعادتها بوجود طفل بينكما“ تنهد عامر طأطأ رأسه قبل ان يرد ”وماذا عساني أن أفعل أمي ... لقد تعبت من الحديث عن ذلك كل يوم .. ربما انتي لا تعرفين لكنها يوميا تذكر ذلك “ وسعت نوريه عينيها من كلام إبنها سألته بخوف ”أولست سعيدا أن تكون زوجتك تريد الإنجاب!! ألا تريد أن يكون لك أطفالا!“ لكن ليس هذا ما يفكر فيه عامر، إنه يريد أن يكون له طفل من ليلى لكن يخاف من مبالغتها في إراده الإنجاب يخاف أن يكون العجز منه فتتركه أشبع حيره أمه بقوله المرتبك ”بالطبع أريد أمي، لكن هذا ليس بسببي ..أ أقصد هل هناك شيئ لم أفعله ..“ أصبح لا يعرف الرد وإختلطت كلماته واصل تحت نظرات أمه المشعه بالضحك عليه   ”لا .. لا أقصد فقط أردت أن أقول يجب عليها أن تصبر فنحن لا نستطيع فعل شيئ غير الإنتظار“ إبتسمت أمه وأجابته ”بلا تستطيع“ بدهشه سألها ”أستطيع !! كيف!!“ ترددت قبل أن تقولها له ”تكشفا أنت وهي عند الأطباء المختصين ... فإذا كان هناك عيب في أحدكما فيعالج“ سكت عامر لم يرد على أمه .. لم يخطر ذلك بباله ربما ما تقوله صحيح لكنه لا يعرف بعد ماذا سيكون رأي ليلى ........ 


في نفس المدينه في مكان آخر بعيدا جدا عن البيت الكبير لعائله شاه ، بيت صغير جدا في حي بسيط .... وعلى مائده الطعام كذلك كان نادراً رجل في السادسه والثلاثين من عمره يتقاسم ذلك الطعام مع زوجته زينب وولديه الصغيرين  .. يستمع ويتقطع قلبه على صوت سعال أمه المستلقاه في ركن الغرفه مريضه لا تقوى على الحركه فقد هلكها المرض ... نظر الى إبنيه وهما يمضغان تلك اللقمه القليله التي إستطاع إحظارها لهما اليوم ربما غدا لن يقدر على ذلك إبتسم إليهما وهو يقطع الخبز الذي وضعه أمامهما 

”كل حبيبي ... كلي حبيبتي“ حمل صحنه ليدنو من أمه التي لم تقوى على النهوض كي تقاسمهم هذه الوجبة التي بدأت تتلاشى فور ما وضعتها زينب على المائده ... فاطمه أم نادر إفتعلت عدم الجوع لتتركها لهم وتحججت بالمرض لا تقدر أن تأكل شيئا جلس أمامها نادر وهو يقول لها بعطف 

”تناولي شيئا أمي فأنتي منذ الأمس لم تأكلي“ نظرت اليه بحنان والحزن يملئ عينيها حتى الكلام لم تقدر عليه فقد ضعفت قوتها بسبب الجوع والسعال الذي لم يفارقها منذ أسبوع رفعت يدها تلاطف وجنته تجيبه 

”لست جائعه أبني كل انت مع اولادك“ قرر أن لا يتركها اليوم كذلك وجه الملعقه الى شفتيها يجيبها ”إذا لن تأكلي فلن آكل أنا كذلك... امي انتي مريضه واذا رفضتي الاكل سيزيد عليك المرض “ حاولت بصعوبه أن تجلس وهي تسعل الى ان استطاعت ان ترفع رأسها ترد على ابنها 

”حسنا إبني لكن شرط ان تأكل معي“ هزّ رأسه بالموافقه وهو يضع الملعقه بين شفتيها ثم يأكل هو وهكذا تناوب تلك الوجبه مع أمه حتى مسحا ذالك الصحن ولم يبقى منه شيئا .... بقيت زينب تراقب ذلك المشهد الجميل ودموعها تنذرف ... تبكي على الحاله التي وصلت عائلتها اليها بعدما اوقف زوجها عن العمل فقد كان نادر شابا شجاعا ومواضبا على عمله يذهب في الصباح ولن يعود الا في المساء وهو يحمل الكثير لعائلته لا ينقصهم شيئا ... لكن القدر انقلب عليهم وتحولت راحتهم الى تعاسه يعيشونها يوميا، أفلست الورشه التي كان يعمل فيها وتم توقيف جميع العمال فمنهم من عثر على عمل آخر ومنهم من وجد نفسه عاطلا مثل نادر... انقرض المال من جيب نادر الذي تبقى من مدخوله الأخير وأصبح يدخل بيته بأيادي فارغه بعدما يقضي نهاره في البحث عن عمل آخر ... نظر نادر الى دموع زوجته تمزق قلبه على الحاله التي وصلت اليها بسببه، دنى منها يضع الصحن الفارغ على الطاوله يسألها عن سبب بكائها 

”ما بك زينب لماذا تبكين“ وجهت نظرها الى ولديها ثم ألقت نظره على والدته التي أصبحت والدتها لتجيبه ”أمك نادر !! زاد عليها المرض ولم نأخذها الى الطبيب إنها تحتاج أدويه“ تنهد بحسره وهو ينظر الى والدته المتوعكه يجيب عن حيرة زينب ”مالذي أستطيع فعله ولم أفعله لا يوجد لدي المال لآخذها الى الطبيب وأشتري لها الدواء المال الذي تبقى من معاشي الأخير نفذ، أصدقائي لا أحد يريد قرضىي وكما ترين طول النهار أبحث عن عمل ولم أجد، لا أحد يريد توضيفي “ مسحت زينب دمعتها  وأجابته ”أخرج أنا للعمل ، أخدم في البيوت فأم وليد جارتنا قالت لي أن الناس الذين تعمل عندهم يبحثون عن خادمه أخرى “ نظر إليها نادر يحدق فيها ثم أجابها ” لن يقبلوك، عندما يرون أنك حامل سيرفضونك ... وأنا لن أتركك تعملين في حالتك هذه“ نظرت زينب الى بطنها المنتفخه مسحت عليه ثم ردت راضيه ”أنت محق ،من كثره حزني نسيت ذلك، فما هو الحل الأن“ وضع نادر يده يلاطف بها وجنه زوجته معجب بقوه صبرها وقلبها الناصع قبل جبينها وأجابها 

”لا تقلقي سأتدبر أمري، غدا صباحا سآخذ امي الى المستشفى الحكومي ليكشف عليها الدكتور هناك، وسأجلب لها الأدويه حتى لو اضطررت للتسول“ طمأن نادر زينب وهو غير مطمئن لما سيحدث غدا لكنه نام على أمل العثور غدا على حل ينشله من كل هذه المشاكل  ........


دخل عامر غرفته بعدما دخلتها ليلى قبله خاضعه للوضع الذي تعيشه يوميا ...تحب عامر بجنون وتريد ان تقدم له دليل حبها بإنجاب له طفلا من صلبهما ، ترى صديقتها ريما ستنجب طفلها الثاني فلماذا هي لا، شعرت بظلم في حقها ولم تتحمل هذا الإحساس فضلت ان تهرب وتخفي غيضها تحت الماء تبكي من حصرتها ... سمع عامر سيول الماء في الحمام وإبتسم مع نفسه ... تخيلها تحت تلك المياه التي تلمس بشرتها غار من الماء الذي سبقه في إحتضانها فأراد أن يمسحه عنها ويكون هو من يداعب بشرتها الناعمه، خلع ملابسه وتسلل داخل الحمام ليقف الى جانبها يريد مشاطرتها ألمها، 

شعرت بأنامله تدغدغ ظهرها لم تنتبه له عندما دخل الدش، إلتفتت بوجهها المبتل  وجدته خلفها وفي عينيه رغبه فضيعه، لم يرى دموعها التي أخفاها الماء الذي تساقط على وجهها لكنه لمح حزنها، قبل كتفها وسألها بحنان

”ما بها حبيبتي لماذا هي حزينه“ حولت جسدها لتقابله ثم سمع منها ما كان يتوقعه والذي أصبح موضوعها منذ سنه كأن ذلك أصبح جزء من حياتها ”عامر .. ريما حامل للمره الثانيه“ إبتسم وهو يمسح على وجهها المبلل ”وهل لهذا السبب أنت حزينه؟ لستي سعيده من أجلها؟“ وجدت نفسها سجينه هذا السؤال .. هل هي حزينه هل تحولت الى إمرأه جافه لا ترى سوى مصلحتها فكرت لحظه فيما يجول بخاطرها 

”لا أقصد ذلك .. طبعا أنا سعيده لأجاها  لكن كنت أتمنى لو رزقنا نحن كذلك“ جذبها أكثر إليه بحركة ناعمة وهو يحاوط خصرها، وجه شفتيه خلف أذنها فهو يذوب دائما أمام هذه الزاويه من جسمها همس على شحمه أذنها بصوته الهادئ مع أنفاسه الغارقه في الرغبه ”هل تردين أن نحاول مرة أخرى“ ثم قبل خلف أذنها بعشق ولم يترك ذلك المكان حتى مسح بشفتيه على كل الأجواء، كانت شفتيه مستريحه على كتفها عندما سمع ردها ذائبه من لمساته أغمضت عينيها تتلذذ قبلاته وتستشعر أنفاسه الساخنه  ”لم أقصد هذا عامر .. أنت تعرف ماذا اردت قوله“  رفع رأسه يوجه شفتيه الى فاهها فقد تملكته الرغبه لا يقوى عن التوقف يجيبها وعينيه ذائبه في رجفه شفتيها ”أعرف حبيبتي وأنا أريد مثلك، ولهذا أقترح عليك أن نكرر المحاولة“ وصل الى مراده قبلها بشغف ثوان دون إنقطاع ليواصل بعدها كلامه بجدية ”غدا سنذهب الى الطبيب لنكشف“ لم تكن تتوقع سماع ذلك أحاطت رقبته بذراعيها سعيده تسأله كأنها لم تصدق ”هل صحيح ما تقوله!!! تريد ان نذهب عند الطبيب“ جذبها اليه ما تبقى من مسافه بينهما يأكد على كلامه ”نعم صحيح ،والأن دعيني أعيش هذه الفرحة معك حملها بين ذراعيه وخرج من الحمام ليضعها على سريره ويبدأ معها رحله من رحلاته التي لا تنتهي 


أمام باب مطعم لخمسة نجوم، أكبر مطعم في البلد، وقف رجل في سن يتجاوز الخمسين، ببدلته الرماديه فريده من نوعها صنعت خصيصا له على يد أكبر مصمم في أوربا، سيجار غالي الثمن في يده ووراءه حارسه الخاص "جورج" الذي لا يفارقه لحظه إلا إذا أمره هو، تقدم عامل المطعم منه يرحب به بحماس فهو معتاد على هذا المكان مستأجر فيه غرفه مطعم صغيره يستقبل فيها عملائه في مكان منفرد عن الناس لا يحب أن يسمع أحدا أسرار عمله  ”أهلا بك ميستر لطفي تفضل، لقد جهزت لك غرفتك كما طلبت“..... ”ميستر لطفي“ كما ينادونه صاحب أكبر شركات لصناعه مواد البناء معروف بنفوذه وسيطرته على هذا المجال ... لكن ذلك ليس إلا غطاءا له فهو يخفي شخصيته الحقيقيه لا يعرفها غير القليلين الذين يتعاملون معه فهو يسيطر كذلك على أكبر تجاره غير شرعيه في البلد وخارجه ... أكبر تاجر للمخدرات يطلق عليه إسم "الغراب" فالشرطه تسعى جاهده للقبض عليه وطالما لم تتعرف على شخصيه الغراب فذلك أصبح صعب الإيقاع به حذرٌ جدا ولا يترك أثرا ضده .....  دقائق قليله ويقف أمام طاولته رجل يقارب الستين من عمره ينتظر أمرا من ميستر لطفي بالجلوس ... كان يجلس واضعا رِجلاً فوق الأخرى متكئ بتكبر على كرسيه يزفر دخان سجاره الضخم ، ينظر إلى ذلك الرجل الواقف أمامه ليقحمه بكلماته ”ربع ساعة في إنتظارك !!... أنت تعرف أنني لا أحب أن يجعلني أحد أنتظر“ بتلبك أجابه الرجل ”آسف مستر لطفي ... شحنه وصلتني متأخره إضطررت إنتظارها ..تعلم أنني أقوم بكل شيئ بنفسي“ سحق ميستر لوطفي سجاره على المطفأه أمامه، أظهر بعدها علامه الرضا وأجابه ”حسنا حسنا رياض .. إجلس “ جلس رياض ينتظر سماع ما هو الأمر الذي طلبه من أجله لطفي ....  بعد الصفقه التى طمح لها رياض وعمل جاهدا كي يأخذها من ليلى، وبعد فشل مخططاته، بدأت مصانعه في الإنهيار أمام قوه إمبراطوريه عامر ، منافسه الأكبر وعدو سلطته ... بدأت مصانع رياض تشاهد الإفلاس وإضطر لغلق أكبر عدد منها، لم يجد أمامه حلا آخر سوى طلب المساعده من الميستر لطفي معروف في الوسط التجاري أغنى رجل في البلد،لجأ رياض إليه يطلب منه المساعده لإنقاذ شركته، هكذا تعرف رياض على لطفي ، لكن في عصرنا لا توجد خدمه مجانيه ، لا يقدم لطفي مساعده من غير مقابل ما لا يعرفه رياض أن إنقاذ مصانعه من الإفلاس ثمنه غالي لم يكن يحسب له .. جلس على الكرسي مقابلا للميستر لطفي يسمعه يتكلم 

”إسمع رياض ... طلبتك اليوم لانني أحتاج الى مخازنك“ استغرب رياض لهذا الطلب سأله ”مخازني أنا !! لكن...“ قبل ان يتردد رياض في الرد أعدل لطفي جلسته وضع يديه على الطاولة قرب وجهه إليه بغرض تخويفه، ووضح بهيمنه ”لا تنسى أنني ساعدتك عندما كنت بحاجه لإسترجاع أملاكك ... جاء الوقت أن تردها لي“ وجد رياض نفسه مقيد بإسم العرفان بالفضل إبتسم بنفاق أمام لطفي ليجيبه ”لا مستر لطفي .. لا أقصد الرفض أنت صاحب فضل .. فقط كنت أتساءل كيف يمكن تخزين مواد البناء في مخازن الملابس الجاهزه .. سيكون ذلك صعب“ ضغط لطفي على جرس أمامه، وحظر على الفور النادل، طلب منه وجبه الغذاء وأجاب رياض بعدما غادر النادل وأرجع هو ظهره متكئ على كرسيه ”سوف أخبرك ونحن نتوال الغذاء“ .......

”شحنه من نوع آخر رياض ... قال لطفي وهو يتناول غذاءه ... هذه العمليه تحتاج الى سريه تامه ولهذا إخترتك أنت“ بنبره الحيره سأله رياض ”هل تقصد أن السلعه هي....“ سكب النبيد الأحمر في كأس رياض وآخر له يواصل كلامه ”أعرف أنك تتاجر فيه، لكنك من صغار التجار ولا أحد سيشتبه بك ... الشحنه التي ستصلني كبيره جدا ولهذا أحتاج الى مخازنك ... إذا إشتغلت معي ستدخلك أموالا كبيره تستطيع مواجهة بها أكبر منافسيك“ تذكر رياض عامر عدوه اللذوذ، حلمه الوحيد أن يسحقه ويأخذ منه الامبراطوريه في سوق الملابس الجاهزه، لوح لطفي بيده لرياض لينشله من شروده يستفسر منه ”في ماذا سرحت ... قلت لك ستصبح أغنى رجل في مجال تجارتك، هل انت معي“ بدأ رياض يفكر أن هذه الصفقه هي التي ستنقله الى الأعلى وينتقم من عامر، ذلك الذي يعتبره سبب إفلاسه، وإنهيار قوته ”موافق ميستر لطفي ... مخازني تحت أمرك“ 

هكذا بدأت الشراكه بين رياض ولطفي ولكل واحد هدفه الخاص ... لطفي يحافظ على اسمه من الانهيار بإبعاد الشبهات عنه، مستعملا اسم رياض .. أما رياض فقد وجدها فرصه ليكبر أكثر ويواجه خصمه، ليس لديه مانع ان يتاجر في المخدرات ... بما انه يبيعها بكميات قليله فلما لا يكبر فيها كذلك ويبيع كميات كبيره طموحه ليس له حدودا

ليست هناك تعليقات