الوحدة: لقد عم الضلام الأرجاء وبدأ سكون الليل يحتل الطرقات، بين ضجيج الأبواب تقفل، أصوات الأمطار تهطل ووقع الأقدام المسرعة نحو المنازل ،إني أسمعها أسمع تلك الخطوات المتثاقلة ،التائهة ،الغريبة في وطنها الخائفة وسط أهلها،إختارت اللجوء الى الشوارع الفارغة نحو الليالي الحالكة نحو البرد والصقيع تحت النجوم ،تغازل القمر،تجالس الكلاب وتصنع من نباحها رنيما،تلاعب القطط الجائعة وتطعمها ،ضنا منها أنها بهذا تطرد تلك الوحدة القاتلة التي أجبرتها على التفتل بين هذا الرصيف وذاك ،وما تزداد الوحدة إلا التفافا...
