خواطرة
_ولكن ما هو الحب؟
قطعت إحدى صديقاتي الحديث حين وقفت فجأة وألقت علينا هذا السؤال، لتنظر كل واحدة فينا إلى الأخرى -وكلنا لم نتجاوز العشرون عامًا- ولكن أعتقد أن إحدانا قد لمعت عيناها وكأنها تعرف إجابة السؤال.
_ أتريدين معرفة ما هو الحب؟!
_ نعم.
_اجلسي إذًا لأحكي لكِ قصة الحب.
تَنهَدتْ قليلًا ثم قالت:
دائمًا ما كنت أقول "الحب وحده لا يكفي"، فيقف الحب في منتصف الدائرة وحوله الكثير من الصفات، يجمعها معًا في رباط وثيق لا ينقطع أبدًا.
_وما تلك الصفات؟
قامت بإمساك يد صديقتنا وقالت: _التفاهم، الاحترام، الثقة، التضحية، الأمان وغيرها من الصفات.
الحب هو أن يُشعِرك بالأمان وبأنه حصنُكِ المنيع، الحب هو الثقة العمياء التي تنشأ بينكما، الحب هو الاحتواء والحنان في الضراء قبل السراء، الحب علاقة ذات شفرات سرية لا يعلمها سوى هذان الاثنان اللذان جمع الله بين قلبيهما.
يا أيتها الفتاة، ما تحملين بجانب رئتك اليسرى ما هو إلا بلورة إذ انكسرت ذهب معها كل شيء؛ لذلك عليك بإحكام إغلاقه بالمفتاح جيدًا، لكي لا يتسنى لأحدٍ العبث به. وصدقيني حينما يأتي الشخص المناسب لن يطرق الباب ولن يبحث عن مفتاح لقلبك؛ بل إنه سيسرقه دون أي شعور منك ويجعلك تتسائلين بعدها ماذا أصابني؟ قلبك يستحق أن يعيش تلك اللحظة لذلك عليكِ بالصبر وبكثرة الدعاء أن يهبك الله الحب الصادق الحلال مع الشخص المناسب.
حب هي كلمة من حرفين فقط، ولكن تحمل في طياتها معانٍ كثيرة.
_من أين لكِ بكل هذا الكلام الحكيم؟
_تلك فلسفتي الخاصة.