ads header

أخبار الموقع

شاطئ الأحلام بقلم محمد كامل محمد


 شاطئ الأحلام

تحاصره الأوهام من كل جانب، يدور حول نفسه في دائرة مغلقة، يبحث عن طوق نجاة ينقذه من عالمه البائس، يلتف حول السراب محاولًا الهرب من أوجاعه، يلوذ بالوحدة والصمت، قرر أن يخرج في أجازة من عمله، يستنشق 

هواء جديد تحت سماء مغايرة .

عد حقائب السفر، استقل سيارة أجرة إلى إحدى المدن الشاطئية، فرد قدميه على شاطئ البحر، استظل بشمس الغروب الدافئة، احتضن الأمواج بذراعيه، ألقى في مياه البحر همومه، بث إليه ضجره وحنقه، أغتسل بمياهً باردة، خرج منها مولودًا جديدًا.

ً جلس على الشاطئ وحيدا، يحدق في البحر الثائر كحياته، يلتقط كرة ألقاها الموج إليه، يظهر أمام عينيه فتاة ممشوقة القوام، عيونها السوداء الحائرة تلهب المشاعر، تدنو منه وتمسك بالكرة، يضعها بين كفيه ويحكم أصابعه عليها، يدور بينهما حديث قصير، تغير مزاجه وأنقلبت حالته، فصوتها 

الشجي حرك مشاعر قد أهملها طوال حياته، شعر وكأنه يدخل معها إلى فصول ألف ليلة وليلة، يصغى لصوت شهرذاد العذب وتبثه أروع حكاياتها.

طال بحثه في اليوم التالى عنها، لم يفارق المكان الذى رأها فيه، غابت الشمس عن الوجود، ولكن اليأس لم يدب إلى روحه ،أنتظرها بفؤاده الهائم وعقله الغائب، يقتفى أثرها، و في صباح يوم جديد شق الأجساد العارية على الشاطئ، ينتقل من مكان إلى أخر باحثًا عنها، يلقى بصره إلى المياه الزرقاء الممتدة مع أمتداد الأفق. 

تسربت داخله مشاعر الأحباط، هم أن يغادر المدينة، ولكنه عثر عليها في النهاية، وجدها مستلقية على الرمال بجسدها الخمرى الذى يذهب العقول، تتمدد بجانبها طفلة بيضاء صغيرة، تشرق في عيونها شمس البراءة، نادتها 

الطفلة مردده...ماما ..ماما، تطلب منها أن تسبح معها، وعلى الجانب الأخر لمح رجل ضخم البنيان عابس الوجه تمتد يديه الغليظة فتعبس بالجسد الرقيق الحالم.


ليست هناك تعليقات