ads header

أخبار الموقع

دموع أنثي بقلم محمد كامل محمد حامد


 دموع أنثى

دق جرس الباب دقات متتاليه، تحركت بعفوية وفتحت الباب، دلف سريعًا إلى الداخل، فوجئت بقدومه بعد مرور أكثر من عامين، وقف ساكنا ً يتأمل ملامحها الأنثوية الطاغية، كل شئ فيها كما هو لم يتغير، ازدادت حسنًا وبهاءً، لم تغيب صورتها الفاتنة عن ذهنه، اجتاحته أشواق عارمة إليها، روى لها عن معاناته طوال الشهور الماضية، فطوال الوقت لم تضع الحرب أوزارها، تزداد لهيبًا كل يوم، واليوم يعود إليها بعد رحلة غياب قاسية.

 لاحظ فتور مشاعرها وانصرافها عنه، تركته وحيدا لتحضر الطعام، هرول خلفها والقى براحة كفه على شعرها المسترسل، شعر بقشعريرة تسري في عروقه الجافه، حدق فيها يتفحصها جيدا وهى تبتعد عنه، تعجب سلوكها المريب وغير المعتاد، تسلل إليه الشعور بجمود عواطفها، لا يعلم السبب ولكنه حدق ثانية في عينيها فوجدهم يفقدان بريقهم. ولج بمفرده إلى غرفة نومه، أشعل سيجارته وحملق لأعلى في سقف الغرفة، تتابع تدفق الدخان الأزرق، تشابك صانعا هالات متعانقة، عبأ الدخان فراغ الحجره، القت بنفسها إلى جانبه ونامت دون أن تصدر أى كلمات.

اخفى عنها ضجره وضيقه، وفي الصباح حاول أن يتسلل إلى أغوار أعماقها، ويكشف الأسرار التى تخفيها عنه، ولكنه عاد بخيبة الأمل، وبدون مقدمات أثر أن يخرج من حياتها ولو لبعض الوقت، أنتقل ليقيم في فندق قريب من منزله، شرد ذهنه في أتجاهات مختلفه، تعجب السلوك الذى صدر عنها، أشتعل قلبه بالظنون، وحاصرته الشكوك والهواجس. 

وفي المساء تلقى أتصال هاتفى منها، طلبت منه الحضور وتوسلت إليه برجاء، تلقته بذراعين مفتوحتين وقلب نابض بالمشاعر، علت وجهها الأبتسامة المشرقة، وبين أحضانه انسابت دموعها، وبصوت مخنوق قالت:

-شعرت بالوحده بدونك، ولكن قدومك المفاجئ أربكنى.

فرد عليها والأشواق تغلبه:

-ما توقعت أن يكون هذا هو أستقبالك بعد كل هذا الغياب، انتِ لاتعلمين كيف كان حالي وما عانيته بعيدا عنك.

هتفت في أذنيه بعد أن قبلت وجنتيه:

-سامحنى يا حبيبى.

تبددت جميع شكوكه وظنونه، شعر بعودتها إليه كما كانت، وعدها أالا يتركها ثانية، فك أزرار قميصه وكشف لها عن صورتها المعلقة بجوار قلبه، أبتسمت في وجهه واحتضنت فيه أحلامها الضائعة. 


ليست هناك تعليقات