ads header

أخبار الموقع

لمسه واحدة بقلم شفيقة


 الحلقة السابعة والأخير 

شمس جديدة طلعت على بيت ليلى نهار جديد لعامر يواصل محاولاته لأخذ منها لمسته التي يتمناها وتصبح له لآخر أيامه، إنتهى الأسبوع الذي طلبه منها فقررت ليلى اليوم أن يعود كل منهما إلى عمله جهزت نفسها بعدما إرتدت فستانا أحمرا يسطر كل جسمها ويظهر مراحله, وحذاءا أسود وضعت ذلك العطر الذي يذيب عامر كلما إقترب منها خرجت من غرفتها لتتناول إفطارها قبل التوجه لشركتها، في آخر الرواق لاحظت أن عرفته مظلمه فاستخلصت انه لم يستيقض بعد توجهت نحوها وهي تتمتم "لم يستيقض بعد !! هل يحسب أن العطله لم تنتهي؟" صوت حذائها وهي تمشي في الرواق أيقضه أول مرة يسمعه هنا لم يعرفه إلا عندما سمعها أمام باب غرفته تتحدث مع الخادمه "إذهبي أنتي ضعي الإفطار على المائدة وأنا سأوقض عامر وعندما أنزل يجب أجد كل شيئ جاهز لا اريد ان أتأخر" فتحت الباب ليرى خيالها من الضوئ القادم من الرواق دخلت جالبه معها رائحتها، كاد يثب عليها، رآى طيفها يتوجه نحو النافذة يتبعها بعينيه حتى رآها بالضوء الذي دخل من إلى الغرفه بعدما فتحت الستائر وقبل أن تلتفت إليه أغمض عينيه يفتعل النوم، فقد خطرت بباله فكرة، إقتربت منه لتوقضه جاءه صوتها الناعم يدغدغ أذنيه "عامر .. عامر" لم يرد عليها ولم يتحرك حاولت مره اخرى "عامر إستيقض سوف تتأخر" لم يتحرك ولم يرد عليها سمعها تتمتم "ما هذا؟ حتى نومه ثقيل مثله؟" إقتربت منه ترددت على وضع يدها على كتفه هزته قليلا تناديه مرة أخرى "عامر إستيقض ... عامر ... عامر" لكنه لم يستيقض بدأ ينتابها الخوف جلست على السرير أمامه تحاول مره أخرى "عامر، هل أنت بخير" وضعت يدها على وجنته شعرت بحراره تسير في عروقها إنها أول مره تضع يدها بهذه النعومه على رجل شعرت أنها تريد أن تقبل تلك الشفتين الصامدة أمامها، شردت في هذا الوجه الهادئ أمامها شعرت بهلع أن يكون قد حدث له شيئ بدأت يدها تلاطف وجنته تحاول إيقاضه وهذه المرة سالت دمعتها تخيلت أنها قد إفتقدته "من فضلك عامر إستيقض، ماذا حدث لك" وفجأة شعرت أنها تريد أن تقبله مثل الجميله النائمه لكنه في دور الجميله وهي الأمير الذي أيقضها من نومها، وضعت شفتيها على شفتيه تقبل فيها رجلا بإرادتها، أيقضت لمستها الاولى عليه رغبته، رغب في ضمها بشدة و إحتوائها، نسيت روحها في هذا البحر الذي أغرقت نفسها فيه حتى شعرت بيديه على ظهرها وشفتيه تتحرك مع شفتيها يعيش معها هذه قبله قبل ان تخطفها منه، فتحت عينيها رفعت رأسها لتجده مستيقضا، راحةٌ ظهرت في ملامح وجهها سألته "أنت بخير" إبتسم لخوفها عليه يجيبها بلهفة في صوته "نعم الآن أنا بخير" شعرت أنه فخ نصبه عليها أبعدت جسدها عنه تسأله بجديه "هل كنت تسخر مني" بإبتسامته اللئيمه على طرف شفتيه أجابها بنعم يهز رأسه، عانقها بذراعيه يفاجئها بوضعها على السرير ويلقي لينظر إلا جمالها وهي خجوله يقول لها "لو لم أفعل ذلك لما قبلتيني كما فعلتي الآن" أوقعت بنفسها في مأزق وهو سجانها نعم قبلته برغبتها لكنها كانت خائفه عليه أرادت ان تخبره لكنها بلعت كلماتها "لا .. انا.. انا" مسح على وجنتها يساعدها في الكلام بنبره عاشق "أنتي فعلتي ما أخبرتك به نفسك لا تمنعيها مما تريده، أنت أردتي ذلك وهذا حقك،" إستعاد شفتيها ولم تعارضه في ذلك سمحت له أن يعيش هذه اللحظة وعاشتها معه تخلت عن تلك المرأه الصارمه وتحولت إلى عاشقه ولهانة، أول مرة تعيش هذه العلاقه بهذا الشكل، أحبتها معه وإستمتعت بها، قبلته مره اخرى عندما شعرت أنها تشتاق إليه تلك، إستلقى على ظهره يلتقط أنفاسه أول مره يعيش هذا الغرام ومع المرأه التي يحبها أول مره يقرب إمرأه بهذا الشكل وكان يعرف أنه سيكون ممتعا معها هي، نظر إليها ليجدها تتنفس بهدوء إسترجعت كل تنفسها وإستوعبت ما فعلته معه إحمرت عينيها كادت دموعها تخدعها لكنها حجزتها كي لا يرى ندمها إلتفت بجسده إليها قبل كتفها يريد ان يشكرها على هذه اللحظه فقد كانت أكثر من اللمسه التي تمناها، لكنها جلست بجفاء، دنى منها يلاطف ظهرها أبعدت يده عنها تسأله "ماذا فعلت" إستغرب لسؤالها أجابها "قولي ماذا فعلنا" وقفت تحمل الغطاء معها ترد عليه بعنف "أنا لم أفعل شيئا لقد خدعتني وسُقتني لذلك" غضب عامر من كلامها وقف ليقترب منها مسكها من ذراعيها يستفسر منها "ماذا تقولين ليلى ألا يعني لك ما عشناه الآن شيئ" أغلقت عينيها لا ترغب في النظر إليه  يديه مازالت على ذراعيها يسألها "ما هي مشكلتك ليلى، لماذا تتصرفين هكذا، انا زوجك" فتحت عينيها لتنظر في عينيه وتجيبه بدون تردد "لقد أخبرتك من البدايه ان لا يكون زواجا حقيقيا، لقد خدعتني وأخذت ما كنت تبحث عنه منذ البدايه" مسك وجنتيها بيده يحدثها بهدوء "وأنت ! ماذا تردين ! ألم تقبليني ! انت وأنا أردنا نفس الشيئ وعشناه قبل قليل" وقبل ان تجيبه أبعدت يده عنها وهي تمسك غطاءها تخاف ان يسقط منها "لم أكن أريد شيئا ولم أوافق على شيئ لقد خدعتني وأجبرتني على ذلك" إستعاد وجنتيها يتوسلها "لا لم أجبرك انتي أردتي، لا تنهي حبنا عند بدايته" رجعت للوراء تعارض كلامه "حبك انت وحدك أنا لا أشعر بشيئ" صدمته بكلامها لم يرد عليها كأنه أخيرا فهم أنه يضيع وقته كانت رغبته الأولى أن تكون له لمسه واحده منها وقد منحته إياها فلماذا يطلب أكثر، أخيرا فهم أنه ربما حبا من طرف واحد عاد ليجمع ملابسه إرتدى سرواله وقميصه رد عليها قبل ان يتركها "نعم أنتي محقه، هذا حبي أنا وسأتحمل عواقبه، غدا سأرسل الخادم يأخذ أغراضي كلها، مع السلامه" خرج من الغرفة دون أن ينظر إليها، لم تكن تتوقعه يخرج من حياتها مدت يدها لتمنعه لكنها لم تقل شيئا لم يلمحها فقد غادر بدون رجعه 

خرج عامر من بيت ليلى غاضبا، لكن هل خرج من حياتها حقا!! ذهب ذلك الصباح إلى بيته ينوي تغيير ملابسه قبل الذهاب الى الشركه التي غاب عنها أسبوعا ، رجع وهو يفكر بعدم العوده إليها وتخلى عن محاولاته معها فقد شعر بإهانه طعنت رجولته التي تنازل عنها من أجلها، أصبح حزينا ولم تعد تفارق تفكيره، لم يشبع منها تلك الليله كان يظن أن مره واحده ستشبع شهوته وكانت مره أيقضت كل ما فيه وأصبح يطلب أكثر لكنه لا يستطيع فقد إختار الإبتعاد  عنها، عبر غرفة المعيشه ليصعد إلى غرفته ورأت أمه حزنه في عينيه عندما أوقفته وسألته سبب مجيئه؟ رفض أن يخبرها بما حدث مع ليلى، كان قلبها يتقطع من أجله كانت تعرف ذلك كانت تتوقع ان هذه المرأة ستعذبه وكانت ترى أن إبنها قد وقع في حب إمرأه تحمل أحزان ثقيله في أعماقها، وجدته يعود إليها في مساء ذلك اليوم بنفس حزن هذا الصباح وسألته لماذا جاء  بدون زوجته لكنه قال لها  "عدت للعيش معك امي، لا أريد تركك وحدك أنت إمرأة كبيره تحتجين لوجودي أكثر منها" لم تصدقه كيف يعقل ذلك، وضعت يدها على وجنته تسأله مرة أخرى "أتظن أنني سأصدقك، ماذا حدث إبني أخبرني" رفض ان يجيبها عن حقيقه الأمر يشعر بخيبه أمل لو فعل ذلك "أمي ! انا لم أسمع برجل ذهب ليعيش مع زوجته، إذا أرادت أن تأتي هي لتعيش هنا فلتأتي لكن أنا لن أعود هناك أبدا" 

مر يومين لم تسمع عنه شيئا، وجدت ليلى نفسها تشتاق إليه كان البيت مليئ بوجوده فأصبح خاليا، إشتاقت لضحكاته، إشتاقت لمداعباته التي كانت تزعجها، وإشتاقت إلى رائحته التي كانت تملأ البيت، لم تكن تعرف انها أصبحت تحبه إلا عندما أبتعد عنها، وهبط ليل ذلك اليوم شعرت بفراغ يسحف إليها من الغرفه التي كان ينام فيها، في مساء اليوم الثاني كانت في مكتبها تراجع بعض الاوراق دخلت عليها زينه تحمل إبتسامه غير معتاده تخبرها "سيدتي !! والدة سيدي تريد مقابلتك" لم تفهمها ليلى سألتها بنبره تعجب "من!!؟" "والدة سيدي عامر جاءت فهي تنتظرك في الخارج" ردت زينه توضح، وقفت تغادر كرسيها مسرعه تخرج من وراء مكتبها تقول مرتبكة "أمي!!.. أسرعي زينه أدخليها غرفه الضيوف واذهبي للمطبخ حظري شيئا لها .. اه أطلبي منها ماذا تشرب" بقيت دقيقه في مكتبها تتوقع سبب مجيئها أرادت ان تحظر جوابها، دخلت ليلى غرفه الضيوف بإبتسامة عريضه على شفتيها ترحب بها "اهلا بكي أمي انا سعيدة برؤيتك" جلست أمامها تخبرها بسبب قدومها ساد صمت بضعه دقائق وتواصل عندما دخلت زينه تضع أمامهم الشاي والحلويات، رفعت أم عامر الفنجان الى شفتيها وهي تقول "أظن أنك تعرفين سبب مجيئي" أخفظت ليلى نظرها خجلا تجيبها "نعم امي أعرف" تخلت عن الفنجان فوق الطاوله، وضعت يديها تمسك يدي ليلى تسألها "أخبريني إبنتي ماذا حدث بينكما، عامر لا يريد أن يقول شيئا" بدأت دموع ليلى تسيل على خدها تركت حيرة في ملامح والدة عامر رفعت لها رأسها لتنظر إليها ثم سألتها "ماذا بك إبنتي هل عامر جرحك بشيئ" قبل أن تكمل جملتها كانت ليلى ترد عليها "لا أمي عامر لم يجرحني أنا التي أخطات في حقه" إبتسمت لها تجيبها "إذا لماذا لا تأتي للعيش مع زوجك في بيته، من الطبيعي ان تكون الزوجه هي التي تتبع زوجها" إبتعدت عنها قليلا خافت أن تواجهها بهذا الكلام وقفت تنظر خارجا الى السماء التي بدأت تسدل تسائرها "لا أستطيع أمي أنا غير مستعده لخوض ذلك" شعرت بيدها تلاطف ظهرها وقفت أم عامر وراءها سمعتها تسألها "منذ ان رأيتك أول يوم رأيت في عينيك حزنا كبيرا، لماذا هذا الحزن إبنتي" مسكت ليلى المرأة من يديها تقدم نحو الأريكه جلست معها وبدأت تفتح قلبها لها "هل أخبرك عامر أنني أرمله" فتحت فمها من الدهشه هزت رأسه بالنفي وتركت ليلى تواصل كلامها "أمي أنا أخاف من الزواج مررت بتجارب قاسيه جعلتني أرفض العيش حياة زوجيه مره أخرى، عامر لا يستطيع العيش بهذه الطريقه معي" ألمها قلبها لسماعها حكايه الحياة التعيسه التي عاشتها ليلى ظهرت إبتسامتها تجيبها "فهمتك إبنتي لكن هل عامر يعرف كل ذلك، هل أخبرتبه" مسحت الدمعة التي هربت منها لترد عليها "نعم لقد أخبرته انني كنت متزوجه وترملت وكان عمري 20 سنه" "لا ... أجابتها أم عامر ... انا لا أقصد ذلك، هل أخبرتيه بسبب رفضك له" تنهدت ليلى بهدوء لترد عليها "لم يسألني، عامر إنشغل بأخد ما يريده، رغبته ان يتزوجني ولا يفكر في شيئ آخر" وضعت أم عامر يدها على وجنه ليلي تقول لها "أريد ان أسألك سؤال لكن أجبيني بصدق" "طبعا أمي".. أجابتها ليلى "لماذا زواجكما حدث بهذه السرعه هل ...." فهمت ليلى قصدها أزاحت ذلك الشك من رأسها بعدما قصت عليها ظروف هذه العلاقه إبتسمت أم عامر تصرح لها "هذا هو إبني، شهم" أيدتها ليلى بحركه رأسها "أريد ان أسالك وأجبيني بصراحه" قالت لها أم عامر مرة أخرى "نعم أمي" أجابتها ليلى "هل تحبينه" أخفضت ليلى رأسها ترد عليها "لا أعرف هذه الكلمه، عشت حياتي لا أريد النظر للرجال ولا أحب حتى ان أصافحهم لكن مع عامر شيئ آخر عندما أنظر إليه أشعر أنني لا أريد أزاحه عيني"

سكتت لحظه وجيزة وواصلت بصوت منخفظ لكن أم عامر سمعتها "تعودت عليه  وإشتقت لوجوده هنا" أعجبتها كلماتها ترى حب ليلى لإبنها الذي أرادت إخفاءه "إسمعي إبناتي عامر يحبك ولا يريد أذيتك كل مايريده هو العيش معك، لم أراه أبدا يحب بهذا الشكل فكري وتعالي للعيش معه في بيته" سكتت ليلى لم ترد عليها لكنها قررت أن تفكر في كلامها 

بعد ذلك الحوار الذي دار بين ليلى ووالده زوجها، بدأ ماضيها يحوم أمامها، تذكرت تلك الأيام التي كانت جحيم لها على وجه الارض، تذكرت كيف كانت تعيش هذا الجحيم، وتذكرت من كان يواسيها كي تنسى هذا الجحيم، أخرجت من غرفه ملابسها صندوقا متوسط الحجم، يبدو أن السنين مرت عليه وهو لم يغادر ذلك المكان فتحته لتنظر الى أغراضها القديمه التي تنتمي الى ذلك الماضي أخرجت دميتها القماشيه التي فقدت لونها عبر السنين، ذكرتها بوحدتها في طفولتها فكانت ونيسها الوحيد في ساعاتها الطويله، شعرت بهذه الوحدة الآن وهو بعيد عنها فقد كان مثل دميتها يملأ تلك الساعات وشعرت أنها تحتاج إلى وجوده، دخلت غرفته التي أجبرته أن ينام فيها وحده تذكرت تلك اللحظه التي عاشتها معه في هذه الغرفه، لم تشعر بهذه العلاقه من قبل مثلما شعرت بها معه وأصبحت تريدها مره أخرى،

 إستلقت على سريره لتستنشق رائحته التي تركها على وسادته حتى غلبها النعاس ونامت هناك

بعد زيارتها لليلى رجعت أم عامر بيتها وقد بدأ الليل يهبط، بحث عنها فأخبرته الخادمه أنها خرجت ذهب إلى قاعه الرياضه التي تقع أسفل بيته عباره عن بدروم حوله الى مكان يرخي عضلاته و يفرغ طاقته فيه، دخلت لتجده بشحنة غضب ينتقم من كيس اللكمات المعلق  يحمل قفازات الملاكمه يضرب بكل قوته والعرق يسيل منه وهو يتذكر  تلك الاحظات الحميمه التي قضاها معها أصبحت بالنسبه له ذكرى يعيشها كلما إشتاق إليها، لا يشعر بما يدور حوله فهو لا يرى أمامه سوى تلك الغرفه وأحداثها .. شعر بنفسه عندما وضعت أمه يدها على كتفه لتوقف تلك الحركات التي تعتبرها عنيفه، توقف فجأة وكادت تتقاطع أنفاسه غير أنه إلتقطها في آخر لحظة خلع قفازاته أخذ منشفه يمسح بها عرقه يبتسم لرؤيتها أمامه يقول لها "أمي !! أين كنتي كنت أبحث عنك" مسكته من ذراعه تأمره "تعال معي" أخذته إلى الأريكه تطلب منه "إجلس حبيبي أريد ان أكلمك" نظر إليها ربما يشك ما نوع حديثها إمتثل لأوامرها وجلس معها على الأريكه "هل نويت أن تبقى هكذا إبني" عقد حاجبيه أوهمها انه لم يفهم قصدها سألها "ماذا تقصدين لا أفهمك" "بلا فهمتني ... أجابته بجديه ... هل نويت أن تترك زوجتك وحدها وتأتي دائما إلى هذه القاعه كي تنسى أنك تزوجتها" أدار وجهه للجهة المعاكسة لأمه يخفي دمعه أرادت خداعه ويجيبها "من فضلك امي أقفلي على هذا الموضوع" وضعت يدها على وجنته ترجع نظره إليها لكنه أخفض عينيه عليها "بلا إبني سنتحدث أنا ذهبت إليها اليوم وتحدثت معها" رفع عينيه من الصدمة لم يكن يتوقع ذلك، يتساءل ماذا قالت لها اراد تصحيح ما لا يعرفه وإعترف لها "إنها لا تريدني أمي لا تريد ان يكون زواجنا حقيقي حاولت تغيير رأيها لكنها ترفضني" إبتسمت لإعترافاته، تعرف كل ذلك أخبرتها ليلى بكل شيىء وما لا يعرفه فهي قد إعترفت كذلك بحبها له "وهل عرفت السبب؟ هل سألتها ؟"  تدهشه بكل كلمه تقولها ربما أمه محقه في كلامها لكنه عارضها "أسألها عن ماذا؟" ضحكت في عمقها فهو يتهرب يعرف ماذا يجب عليه فعله "ماهو أهم شيئ عند المرأة في رأيك" نظر إليها لا يعرف الجواب لم يسأل نفسه من قبل هذا السؤال كل ما كان يهمه ما يريده هو فقط، فهمت هدوءه واصلت كلامها "المراة تريد من يسمعها" فهم كلامها فأجابها بصوت هادئ "لكنها لم تقل شيئا كي أسمعها، ليلى غامضه لا تتكلم عن نفسها" أصبح الحوار مفيد بينهما بدأ عامر يشعر بالهدوء بداخله وهو يستمع لامه "لأنك كنت مشغول بتحقيق ما تريده أنت، هل سألتها، المرأه إذا سألتها ستقول لك كل شيئ، فكر إبني لا تخسر المرأة التي تحبها بسبب سوء فهم" لم يجبها لكنه متأكد ان كلامها صحيح أشار لها بنعم دون أن ينطق بكلمه، وبعد أن تأكدت انه فهمها مسحت على شعره ثم خرجت وتركته يسترجع كلماتها التي وجدها صحيحه وجملتها لم تفارق مسمعه "هل سألتها، المرأة إذا سألتها ستقول لك كل شيئ"

كانت تجلس على أريكة غرفتها في آخر النهار لليوم التالي وتلك الدميه في يدها تتحدث إليها، جاءتها رائحته من خلفها ووصلها صوته يقول لها بنبره عاشقه "كنت أعرف انني سأجدك تجلسين هنا" رفعت رأسها إليه لتجده واقف وراءها ويده وراء ظهره تخفي شيئا أرجعت نظرها إلى يديها و دميتها التي كانت تمسكها جلس أمامها يقدم لها باقة ورد يواصل كلامه "إسمعي ليلى، أنا آسف لقد أردت التحكم في تصرفاتك ونسيت مشاعرك، أعرف انك لا تستطعين أن تثقي في أحد بسبب الذي حصل في حياتك لكنني أردتك ان تعرفي أنني أحبك" بقيت صامته لكنها لم تطلب منه المغادره شاهدها فترة ثم سألها "إنها دميتك؟"  رفعت رأسها إليه تبتسم وتجيبه كانها تحولت إلى طفلة صغيرة "نعم أنا صنعتها عندما كنت في سن التاسعه أو العاشره لا أذكر" أراد أن يبين لها أنه يهتم بها سمع كلام أمه عندما قالت له إسألها "ومازلتي تحتفضين بها؟ يبدو أنها غاليه عندك"  أول إبتسامه شاهدها اليوم على شفتيها "لقد رافقتني حياتي كلها، كانت رفيقتي في وحدتي عندما كان والديا يغيبان عن المنزل وأبقى وحدي، وكانت ونيستي في زواجي الأول" ضحك عليها لكنها لم تسمعه فقط رأت إبتسامته "كنت تلعبين وأنتي في سن السادسه عشرة" صحيح فهو لا يعرف لم تخبره إلاّ بزواجها الثاني الذي إعتبره زواجها الأول "لا ذلك كان زواجي الثاني، انت زواجي الثالث، زواجي الاول كنت في الثالثة عشره" إقترب منها مندهشا وهو يسمع هذا الإعتراف الفضيع أخذ يديها يضغط عليهما يسألها بخوف "كيف حصل ذلك ؟ لقد كنتي طفله صغيره؟" تحولت إبنسامتها إلى حزن بدأت دموها تنذرف وكلماتها كذلك رفعت ساقيها تضمهما كشخص خائف من شيئ وبدأت في إخراج كل ما كان مكبوتا في عقلها الباطن "نعم كنت صغيره ولا أعرف شيئا لم أكن أعرف معنى العلاقه الجنسيه رماني أبي لذلك الرجل كان يكبرني بأكثر من عشرين سنه كنت خائفه جدا لكنه كان يتجاهل خوفي و يستعمل جسدي لإشباع شهوته وانا كنت أتوسله أن يتركني، كنت أبكي كل ليله وعشت هكذا سنه" نظرت الى دميتها مبتسمه تواصل كلامها "إنها هي من أنقذتني من ذلك الرجل" "كيف" سألها بصوته الحزين إبتسمت لترد عليه "كنت أعيش معها اتكلم إليها واضعها أمامي عندما أنام سئم مني ومن طبعي الطفولي فأرجعني إلى بيت أهلي، لكن هذا لم ينقذني من بطش والدي، رماني مرة أخرة لرجل آخر لكن هذا الرجل كان......" توقفت عن كلامها لكي تبكي فلم تستطع مسك نفسها لقد تكلمت كثيرا وأخرجت كل أوجاع الماضي وضعت رأسها على ركبتيها تبكي قربها عامر منه يعانقها حزين لما سمعه منها لا يعرف انها ستصدمه بما ستقوله له رفعت رأسها لتكمل كلامها "زوجي الثاني كان يغتصبني، عندما تزوجته رفصت أن يقرب مني كنت أخاف من تلك العلاقه بسبب زواجي الاول لكنه رفض ان يسمع ألامي وكان يفعل بي ما يريده دون إرادتي كنت أصرخ لكنه لم يهتم كان يرميني على السرير ويغتصبني وعشت هكذا حتى مات، فرحت عندما مات لانني تحررت" تذكر تلك الليله التي طلبت منه ان لا يغتصبها، أنبه ظميره   عانقها بقوه الى صدره لقد شعر بوجعها وأراد ان يخفف عنها يتمنى أن يمحو هذا الماضي، بكلامه لها "انا آسف حبيبتي لم أكن اعرف انك عشتي كل ذلك كنت أتمنى لو أستطيع ان أمحو كل ذلك عنك، لكن إعلمي انني أحبك، أحبك انت، أحب مشاعرك، وأحب تنفسك ولن اسمح لنفسي ان أوذيك، سامحيني لكل لحظة أحزنتك فيها" قبلها على جبينها يشعرها بحمايته، لكنه من شوقه إليها وجد نفسه يمسح بشفتيه على وجهها حتى وصل إلى شفتيها قبلها بشغف والمفاجأة أنها تشاركه تلك القبله الى ان استيقضت لحالها بعدما إنقطع عنها التنفس، إبتعدت عنه وقفت من مكانها تتوسله "من فضلك أتركني" لم يغضب منها هذه المره وافقها الرأي وأجابها "آسف، انا سأتركك ترتاحين وإذا إحتجتي لي ستجدينني في اي وقت" ذهب ليعود إلى بيته، بقيت ليلى وحدها في تلك الغرفه تعيد إسترجاع الماضي الذي صعد الى السطح كي تقارن بينه وبين الحاضر ، استلقت على سريرها مازالت تفكر فيه وفي هذا الشعور الجديد الذي عرفت أخيرا انه الحب اغمضت عينيها بعد أن وصلت الى الحقيقه التي اصبحت تريدها، قضت ليلى لاول مرة بعد سنوات .. ليلة هادئه إستيقضت بروح جديده تريد ان تعيش هذا الشغف الجديد غيرت ملابسها حيث إرتدت فستانا أصفر جذابا وقبل ان تذهب لتناول الافطار ذهبت الي غرفته كانت تظن انه بقي معها تلك الليله، لم تجده سألت زينه التي أخبرتها انه غادر أمس ، وبدون أن تفطر ذهبت الى غرفتها جمعت أغراضها وخرجت.....

 في بيت عامر سمعت أمه جرس الباب إندهشت وقالت للخادمه "من الذي يزورنا في هذا الصباح الباكر اذهبي وانظري من يكون" بعد ثواني قليله بينما كانت تضع الاطباق على مائده الافطار رفعت رأسها لتجد ليلى واقفه أمامها بإبتسامتها وشكلها جذاب "ليلى إبنتي تعالي" إقتربت منها ليلى عانقتها بشوق تقول لها "أمي، هل تقبلينني فرد جديد في بيتك" نظرت أم عامر الى الحقيبه التي جرتها معها وفهمت انها قد إتخذت قرارها بالعيش مع زوجها "طبعا إبنتي إنه أسعد يوم في حياتي" أسعدها جوابها  فسألتها بصوت خجول "هل عامر هنا" بابتسامه أم حنون ردت عليها "انه في غرفته مازال نائما تعود أن أوقضه" ترددت ان تسالها لكن أم عامر فهمتها فاقترحت عليها "ما رأيك ان توقضيه أنتي"

كان يغص في نوم عميق ينام كطفل صغير فتحت ليلى الباب لتجده هادئا فتهت ستائر النافذه لتترك قليل من الضوء ان يدخل جلست أمامه على السرير تنظر إليه وجدت نفسها تريده، قبلت شفتيه جعلته بحراره شفتيها يفتح عينيه ليجد أجمل حلم أمامه رفع يده ليلمس ذلك الحلم لكنه وجده حقيقي وخرجت كلمة من شفتيه "ليلى!!" بقيت تنظر إليه تجيبه "نعم ليلى، هيا استيقض يا كسول سوف تتأخر عن الشركة" جلس على سريره يفتح كامل عينيه يسالها "هذه حقا انت ليلى، لماذا جئتي؟" اظهرت علامة اليأس على وجهها تسأله بتأسف تتهيأ للذهاب "لم تكن تريدني ان آتي، حسنا سوف أعود من حيث جئت" مسكها من معصمها قبل ان تبتعد عنه ارجعها اليه يجيبها "لم اقصد ذلك انا آسف إبقي معي" جلست أمامه مره اخرى واجابته على سؤاله "جئت لأعيش معك إذا ما زلت تريدني" جذبها إلى صدره نظر الى شفتيها يريدهما على شفتيه يجيبها "أريدك نعم، إنه اسعد يوم في حياتي" سمحت ليلى لزوجها ان يمنحها قبلة ترحيب اخذه شوقه إليها أن يشبع رغبته على هذا الجسد الذي اشعل ناره بذلك الفستان وقبل ان يغوص في بحر عشقها سألها "هل تسمحين لي" ردت عليه وهي تريد أكثر منه "نعم أجابته أنا أريدك كذلك" وكانت تلك اللمسه التي تمناها عامر لم تكن الاولى لكنها كانت معها وبرضاها أرادت مثله وعاشت عشقها معه 

ولم تنتهي قصة حب ليلى وعامر

ليست هناك تعليقات