ads header

أخبار الموقع

الفصل 4



                          بقلم نورسين محمد 



عادت آمال مع ابنتها لمنزلهم الدافئ و كانت بين الحين والآخر تذهب لزيارة والدتها حتي يري عمر هدير ويطمئن عليها ويلعب معها ويقضوا معًا اوقات جميله فلقد أحبته وتعلقت به فكانت تنادي عليه دائمًا " بابا " 

وسريعاً مرت السنوات ويأتي ميعاد دخول هدير السنه الاولي للحضانة

وفي صباح اليوم الاول للسنه الدراسية، دق رنين الباب 

آمال: ايوه حاضر ..

 فاطمة: صباح الخير يا ابله آمال.  

- صباح الخير يا وش الخير

- شوفي انا اشتريت لدودو قلم رصاص عليه عروسه واستيكه بريحة الفراولة ومسطره علشان الحضان.

- حبيبتي يا بطه ربنا يخليكي وافرحني بيكي يااارب واشتري معاكي فستان الفرح، بس ده كتير اوي عليكي وهي مش هتستعمل كل ده دلوقت، ده لسه بدري أوي يا حبيبتي علي الحاجات دي.

- مفيش حاجه في الدنيا تكتر علي دودو دي بنتي وانا مربياها معاكي، وبعدين مش مهم شليهم عندك أما يطلبوهم منها، ياله هاتيها انا هوصلها الحضانة ومتخافيش عليها انا هشيلها من الباب للباب وهستناها وارجع بيها.

ربنا ما يحرمني منك ابدا يا بطة، دقايق وهتكون جاهزة.


جهزتها آمال ورافقتهم للباب وأوصت فاطمة علي هدير قائله:

- خلي بالك منها يا بطه، اوعي تقع منك وتتعور. 

- متخافيش دي في عينيا الاتنين.


قامت فاطمة بحملها حتي وصلت بها عند بوابة المدرسة،  وحينها قامت بتوزيع الحلوى والبسكويت علي كل الموجودين من اولياء الامور والاطفال فرحـًا منها ان ابنتها الصغيرة دخلت الحضانة وستبدأ عامها الاول وكانت تقول لهم بنتي، بنتي دخلت المدرسة، كانت تجلس يوميـًا علي رصيف الشارع امام باب المدرسة حتي يدق جرس انتهاء اليوم الدراسي وتصطحب هدير للعودة مره اخري الي البيت لتحملها علي ذراعها كما وعدت والدتها.

 

في اول يوم في المدرسة وبعد دخول هدير الفصل جلست بجوارها فتاه هادئة تشبهها كثيرًا في صفاتها، بدأوا لعبهم معـًا وتقاربوا واحبوا بعضهم كثيرًا

وطلبت المدرسة من كل تلميذ ان يحفظ اسم زميله الذي يجاوره بعدما تعرفت هي عليهم وعلي اسمائهم  

 

المُدرسه أشارت لهدير تسألها: انتِ اسمك أيه؟ 

هدير: دودو. 

ضحكت المدرسه واردفت قائله: لأ اسمك مش اسم الدلع يا دودو 

ضحكت هدير: دودو بس 

- امممم طيب انتي هدير صح؟

- اه  

اتجهت المُدرسه تسأل التلميذة بجوار هدير: انتى اسمك أيه؟ 

جيهان: چيچي

(جيهان هي صديقه الطفولة الوحيدة لهدير، فتاة خمراويه البشرة، متوسطة الطول، ترتدي نظارة ، شعرها اسود غامق طويل يغطي ضهرها ، وحيدة وتعتبر هدير هي صديقتها واختها ولأن والدتها لم ترزق بأبناء غيرها وقد انجبتها بعد مرور زمن طويل علي زواجها من والدها والذي كان يكبرها بسبعة عشر عامـًا و لكبر سنهما لم تستطع الانجاب مره اخري اما عن چيهان او چيچي الآن فهي حاصله علي ليسانس الحقوق من جامعه عين شمس وهذه هي الفترة الدراسية الوحيدة التي افترقت فيها عن هدير صديقة الطفولة )

ضحكت المُدرسة واردفت قائله: بردو طيب يا چيچي، في الفصل لازم نقول اسماءنا الحقيقية، يعني انتى چيهان، صح يا بنات؟ 

استجابت معها الفتيات: صح. 


ومن هنا ارتبط كل من دودو وچيچي ببعضهن البعض

 

سريعاً مرت الايام وواصلت هدير سنوات الدراسة ومازالت ترافقها صديقتها چيهان ويجمعهم نفس الفصل ونفس المقعد والتي كانت تتزايد صداقتهم كل يوم اكثر من ذي قبل 

 وبعد انتهاء هدير من امتحانات الصف الثالث الابتدائي أنجبت آمال طفلتها الثانية هاجر، واضطرت لإلقاء الكثير من اعباء المنزل علي فاطمه وهدير اختها حتي استعادت عافيتها واضطرت العروس هدير ان تتركها وتعود لبيت الأسرة حيث انها تستعد لتجهيز الزواج... 

اما عن بطه فهي ملازمه دائماً لدودو.

مرت السنوات سريعاً ليأتي  موعد التقدم لامتحان المرحلة الابتدائية، فما اعتادت عليه بطه استمرت علي القيام به حتي ان انتهت هدير من المرحلة الابتدائية فكانت ترافقها للمدرسة وتنتظرها امام البوابة علي رصيف الشارع حتي تنتهي و تعود بها في امان لبيتها إلى ان انتهي اسبوع الامتحانات... 

والجميع الآن كل في انتظار ظهور النتيجة 

اسبوع من الانتظار واخيـرًا ظهرت نتيجتها والحمد لله حصلت هدير علي الشهادة الابتدائية بتفوق و بمجموع 99% وكانت فرحة بطه بنجاحها لا تستطيع وصفها ومن هنا كانت بداية ظهور شخصية هدير حيث اتخذت اول قرار انها لن تستمر في التعليم الخاص وسوف تنتقل إلي التعليم الحكومي في مراحل الدراسة القادمة وذلك لصعوبة الدراسة باللغات وطلبت من والدها سحب الملف وتحويله لنفس المدرسه التي ستقدم فيها چيهان وبالفعل تم التحويل وكانت الصدمة الاولي لها حيث انهم ابلغوا والدها بأن التحويل من المدرسة الخاصة لمدرسة حكومية سوف يقبلوا الاوراق  في الفترة المسائية خاصة ان العنوان من خارج المربع السكني اما چيهان في تعيش في منزل من نفس المربع السكني لذلك تم قبولها بسهوله في الفترة الصباحية وعندما عرفت هدير بذلك لم تتمالك نفسها وانهمرت الدموع من عينيها لتقول بغضب: 

- اتصرف يا بابا انا مليش دعوه، انا مش هروح من غير چيچي. 

- حاضر بس اهدي شويه انا كلمت صديق ليا بيشتغل في نفس المدرسه وهو هيحولك معاها بس قالي انك لازم تحضري اول يوم في المدرسه في الفترة المسائية لإثبات حضورك وبعدها هيتم التحويل 

- ماشي بس يوم واحد يا بابا مش اكتر 

- ان شاء الله، يوم واحد.

ثم قام محمود ليهاتف صديقه حتي يؤكد عليه ان البنت رافضه تمامـًا ان تتواجد في الفترة المسائية اكتر من يوم واحد مش هينفع اسبوع ده كتير جداً البنت منهارة وبتعيط ورافضه اصلاً تروح لولا إني قولتلها لازم اول يوم علي تثبتي انك في المدرسه غير كده مش ممكن كانت هتوافق، دي بنتي وانا عارفها كويس. 

سعيد: طيب خلاص انا همضي علي مسئوليتي الشخصية وهحولهالك بس يخلص اليوم الاول علشان خاطرك وخاطر هدير انا عارف انها غاليه عندك. 

- ربنا يخليك يا سعيد انا مش عارف من غيرك كنت هعمل أيه 

- متعملش حاجه يا محمود دي بنتي.

 __________

انتهي اليوم الاول وعادت هدير للمنزل وهي منهارة وقد اغرقت الدموع وجنتيها واحمرت عينيها الخضراوين..

وعند وصولها للمنزل قالت: انا مش ممكن هكمل تاني مسائي دي، النهارده وبس، البنات هناك شكلهم وحش اوي ويخوفوا يا بابا.

 -لأ خلاص التحويل تم وبكره هتروحي مع چيچي، ها مبسوطة؟ 

هللت هدير قائله: هييييه وقفزت لتحتضن والدها وتقبله، آه الحمد لله مبسوطة جدا ربنا يخليك ليا يا بابا يا حبيبي. 


في نفس العام انجبت آمال طفلتها الثالثة هويدا 

(هويدا الاخت الصغرى لهدير وهاجر، فتاة طويلة القامه رفيعة القوام، خمراويه البشرة وشعرها بني غامق متوسط الطول وعيناها بنية داكنة اللون وتشبه كثيراً لأختها هاجر، هويدا شديدة الذكاء تحب الشعر وتحب المذاكرة جداً، حصلت علي الثانوية العامة بمجموع 96% والتحقت بكليه الطب وهي الآن تواصل دراستها وهي محافظه جداً علي مستواها الدراسي وتفوقها، بعد ان انتهت من الدراسة تمت خطبتها علي أحد زملائها وبعد ان تم تحديد موعد الزواج للأسف ظهرت شخصيته الضعيفة المهزوزة امام والدته فكان يرضخ لأوامرها فتم فسخ الخطبة، تأثرت هويدا نفسيـًا وبعد عدة اشهر اكرمها الله بشاب تقي يعمل مدرس مساعد في الجامعة تزوجته في خلال شهر وذلك لأنه تعرض لنفس ما تعرضت له هويدا وانفصل عن خطيبته بعد ان جهز نفسه للزواج منها، تزوجت هويدا وعانت اكثر من ستة سنوات تقوم بإجراء الفحوصات والعملية حتي تُنجب الي ان اكرمها الله برزقه واتمت إحدى العمليات للإنجاب ودفعت مبالغ طائله في تلك وذاك، رُزقت بطفلتين جميلتين يشبهون هدير في جمالهم فليبارك الله لها فيهما، ومازالت هويدا تواصل نجاحاتها فلقد أصبحت طبيبه مشهوره والجميع يعرفها وافتتحت عيادتها الخاصة وهي الآن تعمل في إحدى المستشفيات الحكومية نهاراً وفي المساء تتابع عملها في عيادتها) 

_________

نعود لنستكمل احداثنا 

سريعاً مرت الايام وانتهت السنه الدراسية الاولي من المرحلة الإعدادية، وبدأت الاجازة الصيفية وقفت هدير في الشرفة ليلفت انتباهها وقوف ثلاث اولاد في نفس عمرها فهي تعرفهم جيداً لانهم جيرانها في نفس الشارع ولكنهم كانوا يقوموا بأداء حركات رياضيه غريبه، تنبهت لهم هدير جيداً فقد أحبت ذلك المنظر جداً وبدأت في متابعتهم يومياً في نفس الميعاد تحت شُرفتها وذات مره سمعتهم يتفقوا علي مقابلتهم معـًا في النادي لاشتراكهم في بطولة الكاراتيه الودية التي ستقام هناك.

__________

توجهت هدير سريعاً لوالدتها...

- ماما انا عاوزه اشترك في النادي و ألعب كاراتيه

- لأ طبعاً كاراتيه !! 

كاراتيه أيه ونادي أيه هو الكاراتيه للبنات، دي لعبه صعبه المفروض هيا للولاد بس.


وكالعادة ترفض آمال وتتوجه هدير لوالدها فهي تعرف جيداً انه لا يستطيع ان يرفض لها أي طلب خاصه ان لها في قلبه مكانه خاصه وذلك منذ ان شعر انه كان من الممكن ان يفتقدها اكثر من مره منذ ولادتها لولا فضل الله عليه 

- بابا انا عاوزه اتكلم مع حضرتك في موضوع مهم 

 -خير في أيه وموضوع أيه المهم ده؟

- انا عاوزه اشترك في النادي. 

- وعاوزه تلعبي أيه بقى في النادي؟

- كاراتيه.

- طيب وهتلعبي فين؟ 

- سمعت (علي ) ابن الجيران واصحابه وهما بيتكلموا وعرفت انهم بيلعبوا في النادي وانا عاوزه اروح اتدرب هناك، انا حبيت اللعبة من شكلهم وهما بيلعبوا مع بعض في الشارع.

- طيب انا هخلي ماما تسألهم وتشوف بيلعبوا فين ولو المكان قريب ولو في بنات هخليكي تروحي، خلاص كده مبسوطة؟ 


هدير بعد ارتسمت علي وجهها ابتسامة رضا: آه  جدا يا بابا.

وقفزت من مكانها تحتضنه وتُقبله لتردف قائله: ربنا يخليك ليا يا حبيبي، هروح انادي ماما علشان تقولها تسألهم 

- طيب ماشي، روحي 

اسرعت هدير لآمال تُبلغها قائله: بابا عاوزك يا ماما 

- آه اتفقتوا عليا كعادتكم وهو اكيد مش هيرفضلك طلب يا ست هدير، صح؟ 

- ها، لا مش صح، انا قولتله وهو قالي انادي عليكي بس كده.

 -طيب، اما نشوف أخرتها أيه معاكم انتم الاتنين.

_________

تركتها آمال وتوجهت لغرفة محمود تتحدث إليه قائله:

- خير يا محمود 

- شوفي الاولاد وأسألي (علي) عن كل التفاصيل بتاعة النادي والاشتراك، واسألي في بنات بتتدرب هناك ولا لأ. 

- هو انت موافق علي الكاراتيه ده؟ 

- آه موافق طبعـًا دي الرياضة حلوه وبعدين خليها تتعلم تدافع عن نفسها. 

- طيب ماشي براحتك هسألهم ونشوف طالما انت وبنتك موافقين، حد هيقدر عليكم.

#يتبع

                  ***************


ليست هناك تعليقات