ads header

أخبار الموقع

الفصل 5

 






في اليوم التالي قابلت آمال الاولاد وسألتهم وابلغت محمود ان الاشتراك مسموح للفتيات فسمح لهدير بالاشتراك حيث ان المكان كان قريب من البيت 


ذهبت هدير مع چيهان ولكنها هي فقط من ستشترك اما چيچي لا تفضل الالعاب العنيفة ولكنها مرافقه لصديقتها،

مرت الايام وتقدم هدير في التدريب وأدت اول الاختبارات وتفوقت وحصلت علي عدة احزمه وإلي جانب ممارستها للرياضة فهي تواصل دراستها ولكن آمال كانت دائماً ترفض نزولها للنادي وفي كل مره تطلب هدير الإذن بالذهاب لآداء التدريبات كانت ترفض آمال وكالعادة يحدث بينهم مشادة كلامية لا تنفض الإ بتدخل محمود والسماح لها بالنزول للتدريب.

مرت السنوات وتقدمت هدير لآداء امتحانات الشهادة الإعدادية وقد اجتازتها بنجاح وتفوق وحصلت عليها  بمجموع 92% ولكن آمال كانت غير راضيه عن هذا المجموع وألقت باللوم عليها وأنبتها ووبختها علي ممارستها للرياضة اثناء الدراسة حيث كانت تقول دائمـًا انها ستكون السبب في تأخرك في الدراسة وفي النهاية ليس لها اهميه وكالعادة ينتهي بينهم الحوار بالمُشدات الكلامية والآخر لا حل الإ محمود الذي دائماً ينهي الحوار لصالح هدير. 


بدأت الإجازة الصيفية وسافرت چيچي مع اسرتها وذهبت هدير للنادي وبعد انتهاء تدريباتها صعدت للكافيتريا وجلست مع زملائها المقربين (ثلاث اولاد وبنتين ) وعلي غفله وجدت من ينقر بأصبعه علي كتفها لتنظر لتجده حسام ابن عمها

 (حسام اكبر من هدير بسنتين ووالده ابن عم والدها وهو جار لها في نفس الشارع ويأتي للنادي لممارسه كره القدم) ولكنه لم يكن يعلم بوجود هدير الإ هذه المرة فهي دائماً تنصرف بعد انتهاء التدريب مباشرة ولكن هذه كانت المرة الاولي التي توافق علي البقاء لمده نصف ساعه فقط بعد انتهاء التدريبات لتقضي بعض الوقت مع زملائها...

 حسام: ازيك يا هدير، عامله ايه؟ 

هدير: الحمد لله بخير وانت اخبارك أيه؟ 

حسام: انا بخير الحمد لله، هو انتى بتيجي هنا من زمان؟

هدير: آه، من زمان بلعب كاراتيه. 

حسام: انا مش باجي كتير علشان كده مكنتش بشوفك، يعني ان شاء الله هشوفك تاني هنا.

هدير نظرت له باستغراب وتوتر ثم اردفت تقول: ها.. ا . ا .ااه ان شاء الله.

لاحظ حسام توترها فستأذن في الانصراف للعودة لزملائه ولكنه لم يستطع ان يُبعد نظره عنها إلي ان انصرفت من المكان.

__________

صباح اليوم التالي، ذهبت هدير مع والدتها لتقدم الاوراق للالتحاق بالمدرسة الثانوي وللأسف واجهوا نفس المشكلة وقبلت چيهان فقط ورفضت اوراق هدير لان عنوان السكن خارج المربع السكني. 

وبدأ محمود رحلة البحث عن وساطة لموافقه المدرسه علي اوراق هدير لكي تُكمل دراستها الثانوية مع صديقة طفولتها چيهان. 

وبعد البحث لفتره طويله جداً عثر علي من سيساعده في دخول هدير للمدرسة وبالفعل اعادوا التقديم للمرة الثانية واخيراً تم قبولها في المرحلة الثانوية مع صديقتها 


اتصلت هدير بجيهان وحكت لها عما حدث بينها وبين حسام      

 -مش عارفه ان حسيت ان في حاجه مش طبيعية ف كلامه، اهتمامه كان غريب، انتى عارفه انه ابن عمي ولكن احنا مش بنتقابل ولا بنتزاور نهائي وخاصه اننا بنات ف بابا مانع الموضوع ده واللي عاوز يقابله بيجي البيت ويقعد معاه هو مش معانا بس عموما احنا اتفقنا اننا هنتقابل آخر الاسبوع ف النادي وهبقي احكيلك علي اللي هيحصل 

- ماشي هستناكي، سلام يا دوودووو 

ضحكت هدير وردت تحيتها قائله: سلام يا حبي

_______

سريعاً مرت الايام ليأتي يوم الخميس موعد تدريب هدير في النادي وعند وصولها وجدت حسام ينتظرها عند البوابة الرئيسية

- ازيك يا هدير، عامله أيه؟ 

- حسام ازيك، أنا بخير الحمد لله، وانت عامل أيه؟

- انا الحمد لله بخير.

- هو انت واقف هنا ليه، في حاجه، أنت مستني حد من أصحابك ولسه مجاش؟

- ها... لا لا مفيش، بصراحه انا كنت مستنيكي. 

احمر وجه هدير خجلا لتردف متسائلة: مستنيني!!!

- آه مستنيكي، مش احنا متفقين اننا هنتقابل النهارده، انتى نسيتي ولا أيه؟

- ااه... لأ انا منستش ولا حاجه بس انا عندي تدريب وهمشي علي طول اول لما اخلص.

- طيب ولو طلبت منك تقعدي معايا نص ساعه بس بعد ما تخلصي وهنقعد في الكافيتريا مع باقي اصحابنا علشان متقلقيش من حاجه، عارف انك هتخافي تقعدي معايا لوحدك علشان الكلام وعلشان محدش يشوفنا ويروح يقول لعمي.

- طيب ماشي هخلص وهرجعلك تاني، استناني في الكافيتريا.

- لأ استناكي أيه، انا هآجي احضر معاكي التمرين لحد اما تخلصي. 

- تحضر معايا التمرين!! 

امم طيب ياله بينا علشان كده هتأخر  


ومن هنا بدأت قصه حسام وهدير وفي كل مره يتقابلوا كانوا يتفقوا معـًا علي موعد اللقاء الجديد 

بدأ يزداد تعلقهم ببعض حتي أعلن لها عن حبه وانه سوف يفعل كل ما في وسعه حتي يتقدم لخطبتها بعد ان ينتهي من دراسته وانه سوف يعمل اثناء الدراسة ليدبر اموره ولكن بعد ان تنتهي المرحلة الثانوية، وافقت هدير علي الفور علي قبول حبه فهي كانت تنتظر كل مقابله بين لحظه واخري ان يبوح لها بما في قلبه ف دائما كانت تشعر بغيرته عليها وحبه لها ولكن لم يستطع ان يقول ما يشعر به.

في هذه الاثناء كانت هدير دائمة الاتصال بجيهان لتخبرها عما يحدث معها خطوه بخطوه واخبرتها انها تحبه وتنتظر ان يبوح لها بذلك.

انه صباح يوم جديد .. 

حسام يفتح عينيه ويستفيق من نومه ويخرج للشارع ليقابل اصحابه تحت بيت هدير وبصفيره لها يصدح كالكروان وينتظر حتي تخرج لتراه دون ان يلاحظ احد من اصحابه ولا من اهلها... فلم يكن احد يعلم بما تُخفيه من حب لحسام الإ چيهان صديقة طفولتها، اما لو علم اي أحد من الأسرة وخاصة آمال والدتها فسوف تُحرم من الذهاب للنادي وهو المكان الوحيد الذي شَهِد علي حبهم الطاهر، فدائماً كانت حريصة علي إخفاء هذا الحب داخلها حتي لا يشعر بها اي احد فتُعاقب علي ذلك الحب بالحرمان منه.  


فكانت عندما تسمع صوته تفتح عينيها وتقوم لتفتح النافذة حتي يدخل منها نور الصباح فيعلم انها قد استيقظت وبعد عدة دقائق تغسل وجهها ثم تدخل لتراه ويراها ثم يرجع للبيت يتناول افطاره فقد اعتاد علي أن لا يتناول طعامه إلا اذا اطمئن عليها ويكملوا باقي يومهم كالعادة... 

فلقد تعودوا ان يبدأوا  يومهم وينهوه علي ذلك... 

ويكرر هذا في منتصف اليوم مره اخري عندما يشعر انه قد اشتاق ان يري عينيها التي يذوب فيهما عشقاً وعندما يأتي الليل لا يستطيع ان ينام الإ اذا لمحها واطمئن عليها فيعود الي بيته وينام ليحتضن صورتها ويذهب في ثُباتٍ عميق عندما يشعر انها بخير. 

استمرت مقابلاتهم في النادي إلي جانب رؤيتهم المستمرة لبعض من خلال النافذة وصفير الكروان الذي كان يبرُع فيها حسام 

ولكنها الثانوية العامة التي تُبعد الجميع... حسام انشغل في الدراسة ولم يستطع ان يواصل تدريباته وانقطع فتره عن الحضور للنادي ولكن ظل يراها كل يوم كما اعتاد ثلاث مرات من خلال نافذة الحب التي تجمع بينهم ولكن من جانب آخر و بدون علم هدير كان يتابع اخبارها اولاً بأول من خلال اصدقائه المتواجدين بصفه مستمرة معها في النادي.

بعد فتره مرضت هدير واستمرت فتره ملازمه الفراش لا تستطيع ان تخرج للشرفة حتي تري حسام ويراها ويطمئن عليها كعادته. 

 كاد ان يُجن... 

كل صباح يستفيق ثم يذهب ويقف تحت الشرفة وينتظر خروجها ولم تخرج له.. يوم يتلوه الآخر حتي انتهي الاسبوع وليس هناك اي خبر عنها، كاد عقله ان يُجن، ففكر ولم يجد له طريق سوي ان ذهب للنادي حتي يراها او يسأل عنها اي احد من اصدقائها 

_________

وصل حسام للنادي وقابل مروه زميلة هدير 

- مروه ازيك عامله أيه؟ 

- اهلاً حسام، انت ليه مش بتيجي انت كمان من زمان؟ 

- انا كمان !! 

ليه هو محدش بييجي من باقي الشلة ولا أيه؟ 

طيب انا الثانوية معطلاني والباقي ليه محدش بييجي منهم؟

- لأ بيجوا بس هدير مش بتيجي بقالها فتره كبيره، اتصلت بيها وعرفت من هاجر اختها انها تعبانه، وامبارح كنت عندها لقيتها تعبانه جدا ومش بتتحرك من السرير 


فزع حسام من كلام مروه عن هدير واردف متسائلاً: انتى بتقولي أيه!! 

مش بتتحرك من السرير، ليه عندها أيه؟

- جالها ڨيروس في الكبد عدوي من المدرسه والدكتور مانعها من الحركة لمده ثلاث اسابيع لحد اما حالتها تتحسن - طيب ممكن تيجي معايا نتصل بيها بالتليفون، انا لازم اكلمها واطمن عليها. 

كانت مروه تعلم بحب حسام الشديد لهدير فلم تتردد في مساعدته

- طيب ماشي ياله بينا 

توجهوا معاً لهاتف الكافيتريا واتصلت مروه بها 

- ألو، ازيك يا هاجر، انا مروه ممكن اكلم هدير؟

 انا مش هتعبها انا بس هطمن عليها واقفل علي طول 

- اهلاً، ازيك يا مروه، ماشي مش مشكله دقيقه واحده اوصلها التليفون.

 تذهب هاجر تحمل الهاتف لهدير لتجيبها قائله بصوت ممزوج بالوهن والضعف:  

- ألو، ازيك يا مروه؟

- ازيك يا ها .... واذا بحسام يخطف سماعة الهاتف من يد مروه قبل ان تكمل كلامها لم يستطع ان ينتظر أكثر من ذلك، كان يتلهف ان يسمع صوتها، يكاد قلبه يتوقف من شدة الخوف والقلق عليها.

- هدير يا قلبي، سلامتك يا حبيبتي ألف سلامه عليكي، وحشتيني، انا هتجنن نفسي اشوفك، من وقت ما غيبتي عني وانا قلبي واجعني ومكنتش عارف السبب، النهارده بس عرفت أيه سبب غيابك.

- ليه؟ 

 -علشان اللي ساكنه جواه تعبانه وموجوعة.

 

دمعت عيناه وتغيرت نبرة صوته إلي حزن يملأ الدنيا وما فيها واردف يقول:

 شمس يومي مش بتظهر وغايبه من اسبوع، انا تايه من غيرك مش عارف يومي بيبدأ امتي ولا بينتهي امتي ولا بنام ولا بآكل ولا عارف اقرأ كلمه واحده من يوم ما غيبتي عني.

همست هدير قائله: أنا مش عارفه اتكلم، انا كويسه، متقلقيش عليا وان شاء الله اول لما اتحسن واقدر انزل هآجي اسلم عليكم. 

- انا مش هقدر استني لما تخفي بعد اسبوعين، انتي لازم تطلعي النهارده دقيقه واحده بس، اقولك افتحي الشباك وهشوفك لحظه وادخلي علي طول.

- طيب ماشي هستناك اما تيجي واسمع صوتك هخرج علشان تطمن بنفسك.

- انا هجيلك دلوقت حالاً.

 ________

بسرعه قدم الشكر لمروه واستأذن للانصراف عائدًا للبيت وعند وصوله يُعلن لها بصوته و صفيره بصوته كالمعتاد  وانتظر قليلاً واذا بهدير ساكنة الفؤاد تفتح نافذتها لتطل عليه عندما رآها وضع يده علي قلبه وبدأ يتنفس بهدوء  ويقبل خاتمه الفضي الذي اهدته له محبوبته في اول عيد ميلاد جمع بينهما وقد نقش عليه اسمها...


هدير اضطرت ان تغلق النافذة ودخلت حتي لا يلاحظها احد، اما حسام ف بعد ان اطمئن قليلاً، عاد لبيته واغلق عليه باب غرفته واخذ يتأمل صورة محبوبته... 

#يتبع

                ***********************



ليست هناك تعليقات