ads header

أخبار الموقع

الفصل 6

 


                            بقلم نورسين محمد 


مر الوقت سريعاً وتعافت هدير من وعكتها وطلبت الاذن بالسماح لها ان تذهب للنادي لأنها تحتاج إلي تغيير جو ولو لمدة نصف ساعة فقط 

آمال: طيب ماشي متتأخريش علشان انتى تعبانه ولسه مخفتيش.

هدير: حاضر يا ماما مش هتأخر. 


تركت آمال وذهبت لتبدل ملابسها وتوجهت لمقابلة اصدقاءها املاً في ان تري حبيبها مالك روحها و في اثناء سيرها في الطريق اذا بحسام يخرج في نفس اللحظة من البيت لشراء بعض الطلبات لوالدته فيراها وعرف انها في طريقها للنادي المكان الذي يجمع بينهم، تسارعت دقات قلبه، يريد ان يجري عليها ويحتضنها ويحكي لها عن مدي اشتياقه لها ولكنه تسمّر مكانه إلي ان مرت من جانب بيته وسريعاً عاد ليبدل ملابسه وذهب لمقابلتها واذا بوالدته تسأله باستغراب: انت رجعت ليه، وفين الحاجه اللي قولتلك اشتريها؟ 

- معلش يا ماما هروح مشوار نصف ساعه وانا راجع هشتريها. 

- ماشي بس متتأخرش عليا.

- لا، لا، مش هتأخر متقلقيش. 

__________

جري حسام ليلحق بمحبوبته وما أن وصل إلا وجدها تقف مع اصدقائها والكل ملتف حولها ليطمئنوا علي حالتها الصحية ويتساءلون متي ستعود لمواصلة التدريبات حيث ان النادي قد اعلن عن اقامة بطوله وديه ولابد من ان تشترك معهم فيها.

اقترب حسام حتي يلفت انتباهها قائلاً: ازيكم يا جماعه، عاملين أيه؟ 

رد الجميع قائلين: الحمد لله كلنا بخير.

ليكمل ماجد الحديث: عاش من شافك، طالت الغيبة. 

- معلش سامحوني والله انتوا عارفين الثانوية العامة وتعبها.

- الله يقويك. 

نظر حسام الي عين هدير ولم يستطع ان يُبعد نظره عنها فهي تفهم كلامه من نظرة عينيه وكان يقول لها هذه المرة تعالي بعيد عنهم 

فهمت هدير نظراته واستأذنت وذهبت للكافيتريا ولحق بها حسام سريعاً.

- ازيك يا حياة حسام، امسك يدها لأول مره وقبلها لتنتفض هدير وتبعد يدها.

تحدثت بصوت مرتجف: حسام، الناس...

- مش مشكله الناس ولا اي حد، المهم انتى حمدلله علي سلامتك وحشتيني وحشتني عينيكي وحشني كلامهم وحشني همسك، اااااه الحمد لله انك بخير. 

تبسمت خجلاً وابتعدت بنظراتها بعيداً 

 -هدير انتى بتخبي عينيكي عني، انا من تلات اسابيع مشفتهمش، خليكي معايا الدقايق اللي باقيه قبل ما تمشي، انا مش عارف هشوفك تاني امتي 

- انا ان شاء الله هروح الاستشارة بكره وهنزل الاسبوع اللي جاي علشان البطولة

- نعم !! بطوله !! 

بطولة أيه وانتِ لسه تعبانه كده؟

- انت عارف اني نازله البطولة دي من زمان واقولك كمان حاجه.

- هااه... قولي

ضحكت لتملأ الدنيا سعاده، انت كمان هتيجي تتفرج... اومال مين اللي هيشجعني؟

- امممم طيب ماشي، طول ما انا هشوفك هآجي اكيد، بس هسألك سؤال ممكن؟ 

- ممكن طبعـًا بس سؤال أيه؟ 

- هو انتى بتستفيدي أيه لما بتضربي وبتحسي بالألم؟

ضحكت هدير مقهقهه واردفت تقول: الموضوع مش موضوع ألم او استفادة، الموضوع اني بحب الحاجه اللي بعملها علشان كده بعملها وبعدين انا بستفيد كتير، كفاية اني ببقى ماشيه مش خايفه من حد ولا من حاجه، اللعبة دي علمتني اثق في نفسي 

- لأ اقنعتيني بصراحه وبعد كلامك ده اكيد انا هآجي اشجعك 

- ليه يا حُب هو انت كنت لسه بتفكر انك متجيش ولا حاجه؟

ضحكت حسام ممازحا ليقول: لا... لا... هو انا اقدر مجيش.

طيب ياله علشان متتأخريش وطنط تتخانق معاكي كالعادة وممكن تحرمك من البطولة 

- ماشي مع انك وحشتني اووي وانا ملحقتش اقعد معاك، بس انت عندك حق، ياله خلي بالك علي نفسك وهشوفك اما ارجع ان شاء الله وبكره الصبح تصحيني كالعادة انا بقيت كويسه ولازم اطمن عليك الصبح علشان اعرف افطر واكمل باقي يومي. 

- ده انا اللي لازم اشوفك علشان اعرف اكمل يومي، كفاية الايام اللي فاتت مكنتش عايش بس الحمد لله اهي عدت علي خير.

________

نزلت هدير وسلمت علي اصدقائها ووعدتهم بالاشتراك معهم في البطولة القادمة واستأذنت في الانصراف حتي لا تتأخر وعندما وصلت اخبرت والدتها بموعد البطولة لتبدأ المشاجرة الكلامية التي لا تنتهي ابداً بين هدير وآمال. 

- بطولة أيه وانتي تعبانه كده ولو حصلك حاجه هستفيد أيه انا؟

- يا ماما البطولة دي مهمه وانا لازم انزلها وان شاء الله مش هيحصل حاجه وانا مش هنزل غير اما نروح بكره للدكتور ويقول اني بقيت تمام.

واذا بمحمود يدخل من باب البيت بعد عودته من أداء صلاة العشاء في المسجد، سمع أصواتهم فتساءل:

- في أيه صوتكم عالي ليه؟

- أسأل بنتك 

تركهم وتدخل غرفتها

 - في اييييه يا بنتي؟ 

هدير حكيت له عما حدث معها لتقول في النهاية: وطبعاً كالعادة ماما مش موافقه. 

- طيب روحي الاول للدكتور وبعدين نشوف 


تركها ودخل غرفته حيث آمال مستلقية علي فراشها ليجلس بجوارها قائلاُ: روحوا بكره للدكتور وبعدين نشوف هيقول أيه وبلاش كل شويه تنكدي عليها كده وهي تعبانه.

 

- طيب مهو انا علشان كده بقول لازم ترتاح وبلاش البطولة علشان مترجعش تتعب تاني. 

- خلاص بكره نقرر علي اساس كلام الدكتور 

_________

في اليوم التالي ذهبت هدير بصحبة والدتها لاستشاره الطبيب والاطمئنان علي حالتها 

آمال وهدير: مساء الخير يا دكتور.

الطبيب: مساء النور، اتفضلوا ارتاحوا.

آمال بدأت تحكي له عن البطولة التي تريد ان تشترك فيها هدير وطلبت منه أن يطمئنها علي حالتها وهل تستطيع ان تشترك فيها ام لا. 

و بعد إجراء الفحص والاطلاع علي التحاليل أجابها الطبيب:

- الحمد لله الامور تمام هي حالتها كويسه جداً وممكن تشترك في البطولة بس بلاش اجهاد زياده عن اللازم.

- خلاص ماشي شكراً لحضرتك يا دكتور، بعد اذن حضرتك. 

__________

وفي طريق العودة للمنزل

آمال: انتى ارتاحتي طبعاً، بس خلي بالك انه قال مفيش اجهاد زياده. 

- حاضر يا ماما، اطمني.

 __________

بسرعه مرت الايام وأتي يوم البطولة واشتركت هدير مع زملائها وحضر حسام الذي قام بتشجيعها ولكن خوفه الشديد عليها كان هو المسيطر علي الموقف، كان يبدو عليه القلق إلي ان انتهت هدير من تقديم ما هو مطلوب منها بجداره وتفوق كما عهِدها الجميع والحمد لله تنتهي البطولة علي خير وتحصل علي المركز الاول رغم مرضها 

عادت هدير مره اخري الي مدرستها ومواصلة دراستها فقد قاربت السنه علي الانتهاء وسريعاً يأتي اسبوع ما قبل الامتحانات النهائية.... 


انقطعت هدير عن الذهاب للنادي حتي تستطيع تحصيل الاجزاء الباقية من المنهج ومراجعه المناهج بشكل وافي حتي تستطيع التقدم للامتحان واجتيازه بنجاح 

وبالفعل تقدمت لآداء الامتحان وجاء يوم النتيجة 


صدح رنين هاتف منزل هدير 

- ألو، اهلاً يا چيچي ازيك يا حبي، عامله ايه؟ 

چيهان: انا الحمد لله بخير، بقولك أيه ألبسي وهعدي عليكي نروح نجيب النتيجة علشان ظهرت 

توترت هدير قائله: ظهرت أيه هي لحقت؟ 

- آه يا بنتي في بنات استلموا الشهادة وقالولي انهم نجحوا عقبالنا يااااارب.

- يااااارب، طيب علي ما تيجي اكون لبست 

__________

وصلت چيهان لبيت هدير فنزلت لمقابلتها وترجلوا معاً للمدرسة كما اعتادوا في ايام الدراسة فهذا هو الوقت الوحيد الذي كانت هدير تستطيع ان تحكي فيه عن علاقتها بحسام لچيهان بمنتهي الحرية دون ان يسمعها احد 

وصلوا للمدرسة ودخلوا وبدأت كل منهم البحث عن شهادتها مع المسئولين عن تسليم النتيجة... 

- انا لقيت اسمي الحمد لله واستلمت الشهادة وانتي؟

- مبروك يا حبي، انا لسه بدور موصلتش لحاجه.

- موصلتيش لحاجه؟

- لأ لسه موصلتش لحاجه. 

- طيب انا هروح أسال حد تاني يمكن نلاقيها معاه.

- انا هروح أسأل في اللي عندهم دور تاني. 

- دور تاني !! 

دور تاني أيه يا بنتي؟

 ده انتى اشطر مني، بعد الشر يا شيخه متقوليش كده وان شاء الله هنلاقيها. 

- بس انا بردو هروح اطمن الاول ان مفيش دور تاني 

- طيب تعالي انا هروح معاكي 

توجهوا معاً لتتأكد ان اسمها  غير موجود مع طالبات الدور التاني لتؤكد چيهان حديثها قائله:

- شوفتي بقى انها مش معاهم 

- معلش كان لازم اطمن ان مفيش حاجه، بس هي مش هنا ولا هنا، اومال فين بقاااا؟

__________

الساعة قاربت علي الثانية..

هدير: احنا أتأخرنا اوي، انا هروح واشوف بابا هيعمل أيه 

جيهان: طيب ياله بينا.

#يتبع

            **********           


ليست هناك تعليقات