ads header

أخبار الموقع

الفصل 8

 

                        بقلم نورسين محمد 


تجري سريعاً ايام الاجازة ولكن قبل انتهاءها اعلنت ادارة الرحلات بالنادي عن القيام برحله للإسكندرية لمده يوم واحد، عرض حسام علي هدير أن يذهبوا معاً لقضاء وقتاً مع بعضهم قبل سفره للجامعة. 

- قولي لبابا بلاش ماما علشان يوافق علي طول من غير خناق. 

- مش عارفه هيوافق ولا لأ، دي أول مره اقوله علي رحله في النادي وكمان سفر، عموما هشوف، انا لازم امشي علشان أتأخرت ومش ناقصه ماما تتخانق معايا زي كل مره 

- هستناكي يوم الخميس بالرد. 

- ان شاء الله، ياله سلام.

 __________

عادت هدير سريعاً للبيت وانتظرت عودة والدها لكي تتحدث معه بشأن الرحلة، واذا به يعود 

- السلام عليكم 

- عليكم السلام، حمدلله علي السلامة يا بابا 

- الله يسلمك يا دودو، أيه اخبارك وعمله أيه في التمرين؟ امتي هتمتحني الحزام الاسود؟

- انا بخير الحمد لله يا بابا والامتحان الشهر اللي جاي، تعرف يا بابا انا اول بنت في النادي تدخل الامتحان ده علشان كده مرعوبة بس ان شاء الله خير، ادعيلي. 

- ان شاء الله هتنجحي انا عارف انك شطوره، بس انتى عاوزه تقولي حاجه تاني، في أيه مخبياه؟

- بصراحه يا بابا في رحله للإسكندرية في النادي يوم الثلاثاء اللي جاي وانا عاوزه اروح مع اصحابي علشان في ناس منهم مسافرين للكليات ومش هنشوف بعض طول فترة الدراسة. 

ابتسم محمود واردف متسائلاً: قولتي لماما؟

- لأ مقولتش، حضرتك عارف يا بابا انها مش هتوافق وهتعمل مشكله كالعادة. 

- طيب هفكر وبكره هبلغك بالرد.

__________

دخل محمود غرفته ليجد آمال في انتظاره 

- حمدلله علي السلامة، أتأخرت ليه؟

- لا ابداً كنت في الجامع ورجعت قعدت مع هدير برا شويه 

- هدير! ليه في حاجه؟

- اه عاوزه تطلع الرحلة اللي في النادي. 

- وانت وافقت؟

- انتى رأيك أيه؟

- والله شكلك موافق، اللي انت شايفه اعمله انا مش عارفه

- طيب انا هوافق وهخليها تآخد هاجر معاها بلاش هويدا البنت لسه صغيره ومش هيقدروا عليها في البحر. 

- خلاص ماشي.

__________

علمت هدير بموافقه والدها علي الرحلة ليأتي الخميس سريعـًا وتُخبر حسام بموافقته وانها بالفعل سددت الاشتراك لها ولهاجر. 

 -هاجر؟ وهاجر ليه بقا؟ 

- حسام يا حبيبي احمد ربنا انه وافق ولو من غير هاجر مكنش ابداً هيوافق

- امممم طيب مش مشكله، تبقا تلعب مع مروه 

________

انه صباح يوم الثلاثاء توجه الجميع للنادي واستقلوا الحافلة المخصصة للرحلة، قضي حسام وهدير معاً يوم يكتب في تاريخ ذكرياتهم ما بين حب ولعب وهمسات ونظرات تعبر عن السعادة التي اجتاحت قلوبهم، اشتري حسام سلسله من الفضة وبها نصف قلب مكتوب عليها لا إله إلا الله وقدمها لها. 

- الله حلوه اوي، ربنا ميحرمني منك ولا من وجودك في حياتي ولا من حنيتك ابدا، بس فين النصف التاني؟

- اهوه... 

واذا به يخرج من تحت قميصه سلسال فضي يشبه لها معلق بها النصف الآخر

- هو انا ممكن اطلب منك طلب؟ 

- هلبسها ومش هقلعها من رقبتي متخافش، مش انت عاوز تقول كده. 

- اااااه، هديررررر في حاجه عند عينيكي، بُصيلي كده.


نظرت هدير إلي عين حسام واردفت تقول: عارفه

تنهد حسام ثم ابتسم قائلا: يعني انتى عارفه انا هقول أيه المرة دي كمان؟ 

- اه ومتأكدة انك بتحبني مش لازم تقولها انا شيفاها ف عيونك وفي تصرفاتك وفي حنيتك وفي غيرتك وفي خوفك وشوقك لياا وفي حاجات كتييييير اوي وبعدين هو انت كان عندك شك اني مكنتش هعرف؟

طيب ازاي وانت اللي علمتني اقرأ عيونك... 

- طيب متزعليش مني والنبي متزعليش 

وبسرعه مسك يدها وقبلها ثم وضعها علي قلبه للحظات .. انا آسف انا قولتلك متزعليش من الاول ودي آخر مره، بس كان لازم قلبي يحس بالدفا والامان لما تلمسيه. 

أحمر وجهها خجلاً واردفت: طيب تعالي نروح عند الناس علشان محدش يقول حاجه. 

- انتى زعلتي؟

- محدش يعرف يزعل من نفسه، انا مش زعلانه بس تقدر تقول اتفاجأت 

- طيب يالا بينا، اللي يريحك.

__________

سريعاً انتهي اليوم ومرت باقي ايام الأجازة وأتي موعد امتحان الحزام الاسود لهدير، انها اليوم شديدة التوتر والعصبية فتوجهت لمدربها 

- كابتن، انا خايفه جدا، اول مره احس اني مرعوبة كده 

- خايفه !! 

متخافيش انا همتحن معاكي وامتحان زي غيره وهتعدي متقلقيش 

_______

نزلت هدير لتبحث عن حسام واذا به يصعد السلم هو الآخر ليبحث عنها 

رفعت هدير صوتها تنادي: حسام .. حسام 

لينزل مسرعاً لها: هدير، حبيبتي مالك؟

- انا خايفه ومش قادره اقف علي رجلي من الخوف 

- طيب تعالي اقعدي هنا، امسكي اشربي العصير ده وكُلي الشكولاتة دي وبعدين نتكلم.

- انااا... 

- شششش اسمعي الكلام وبعدين نتكلم 

- حاضر. 

 تناولت العصير والشكولاتة في متابعة من حسام الذي اردف متسائلاً:

- فاضل كام ساعه علي الامتحان؟

- نص ساعه. 

- انتى هتطلعي دلوقت وهتقدمي الامتحان وانا هستناكي هنا وهتنزلي تقوليلي انك نجحتي فيه، انتى فاهمه يعني أيه تبقي اول بنت علي مستوي النادي تآخد الحزام الاسود، دي معناها كبيير اوي، ياله شدي حيلك وانا واثق انك هتعدي 

- ماشي يا حبيبي، ادعيلي و بعد ساعه هنزلك ان شاء الله 

- هستناكي علي أحر من الجمر 

- ادعيلي يا حسام اوعي تنسي 

- ربنا معاكي يا قلب حسام، هتنجحي يا بت خلاص بقا ياله روحي.

 __________

ادت هدير الامتحان بعد ان اطمأنت لكلام حسام وبرعت في تقديمه واجتازته بتفوقها المعتاد، لتجري محلقة وتخبر حسام بحصولها علي الحزام الاسود والضحكة تعلو شفتيها وتخبره بأن يأتي غداً لحضور حفل تكريمها الذي ستقيمه الإدارة لها 

وتوجهت هدير للبيت سريعاً لتُخبر والدها بأنها قد اجتازت الامتحان وحصلت بالفعل علي الحزام الاسود وان ادارة النادي ستقيم حفل لتكريمها غداً 

محمود: مبروووووك يا حبيبتي انا كنت واثق انك هتنجحي، الحمد لله عقبال الثانوية العامة يارب.

- آمين يارب العالمين، بفضل دعواتك يا حبيبي انا نجحت 

__________

انه صباح يوم جديد فتحت هدير النافذة لتبدأ يومها بحسام كعادتهما ثم يُكمل كل منهما يومه حتي يأتي موعد الحفل في الساعة السابعة مساءًا، مرَّ النهار سريعاً وتجهزت هدير وتوجهت لحضور حفل التكريم واثناء الحفل قدم لها مدربها حزام اسود هديه منه علي تفوقها واذا بالمفاجأة ان ترفض هدير هديه المدرب وتطلب منه ان تأخذ حزامه الذي يرتديه فيوافق علي الفور ويقوم بخلع حزامه ويُلبسها اياه فيصفق الجميع فرحاً بذلك وينتهي اليوم بفرحة الجميع، حتي حسام فرح بذلك وبارك لها نجاحها وحُب وتقدير مدربينها لها....


سريعاً انتهت الأجازة ووودع حسام محبوبته علي امل اللقاء قريباً 

 -خلي بالك من نفسك وانا لو لقيت حد من زمايلي اقدر اثق فيه هتصل بيكي. 

- خلاص ماشي اتفقنا وانت كمان خلي بالك علي نفسك، اشوف وشك بخير. 

- لا إله الإ الله 

- محمد رسول الله 

__________

مرت الايام وانتهت السنه الدراسية الاولي وحسام بعيد عن هدير ويبدأ انشغالها بالثانوية العامة والدراسة ولم تستطع ان تواصل تدريباتها 


صباح يوم جديد هدير في مدرستها واثناء قيام الطالبات بآداء امتحان العملي في ماده التربية الفنية لكي تحصل كل طالبه علي خمس درجات تضاف للمجموع الكلي، كُلنا يعرف مدي تفوق هدير في الاعمال اليدوية وبعد ان انتهت من تفريغ وضغط قطعه الالومنيوم التي تسلمتها لتظهر كلوحه فنيه واذا بزميله لها تتحدث إليها 

سوسن وهي تبكي: هدير انا مش عارفه اعمل حاجه 

- طيب هاتي انا هشتغل بدالك، بس هروح أسلم شغلي الاول وأرجعلك. 


وطبعاً لتفوق هدير حصلت علي الخمس درجات بجداره ونتيجة لحبها وتفوقها فيما تقوم به من عمل فالمدرسة المتخصصة تستطيع تمييز اعمالها بكل سهوله 


سريعاً عادت هدير لتساعد زميلتها سوسن وبالفعل انتهت من العمل واعطته لها لكي تقدمه باسمها 

سوسن: اتفضلي حضرتك انا خلصت 


المُدرسة تفحصت العمل جيداً ونظرت الي سوسن وتوجهت لها بسؤال مفاجئ: مين اللي عمل الشغل ده؟

- انا اللي عملته.

- لا طبعاً مش انتى اللي عملتيه، انا عارفه مين اللي عمله، روحي هاتي زميلتك اللي ساعدتك من سكات بدال ما اكتب صفر ومش هغير الدرجة

 ذهبت سوسن سريعاً وهي تبكي لتستغيث بهدير قائله: هدير الحقيني.

- في أيه يا بنتي مالك بتعيطي ليه؟ 

- المُدرسه عرفت اني مش انا اللي عملت الشغل وقالتلي روحي هاتي زميلتك اللي ساعدتك وإلا هتكتبلي صفر ومش هتغيره.

- وانتي قولتلها انه انا اللي ساعدتك؟

- لأ انا مقولتش حاجه هي اللي عرفت لوحدها 

- طيب اهدي وبلاش عياط ربنا يستر، تعالي اما نشوف عاوزه أيه.

#يتبع 


          ********************


ليست هناك تعليقات