لم اعد أستطيع مواجهة العالم، العالم اصبح صعبا مليئا بالشرور ، و صاحب الخير ليس له مكان داخل هذا العالم ، وهذا يحطمني ، و يجعلني غير قادر علي الحياة .
انا شخص قبيح ، هذا ما يقوله زملائي في المدرسة ، دائما يسخرون مني ، و من مظهري، لإني ذو بشرة سمراء ، و قصير القامة ، انا لا اري سببا للسخرية ، انا لم اقم بخلق نفسي ، هذه نعمة من الله عليا التي جعلتني هكذا ، لا يجب علي احد السخرية من مظهري .
السخرية الزائدة جعلتني اشعر بالضيق ، لم اعد اريد الذهاب الي المدرسة مرة اخري بسبب هذه السخرية ، بالرغم من قناعتي بمظهري ، و لكن إن زاد الشئ عن حده اصبح سيئا ، و مكروه.
حياتي اصبحت كالجحيم ، لا اريد ان يكون لدي اصدقاء مرة اخري ، هؤلاء لا يقال عليهم اصدقاء ، من يسخرون من صديقهم امام الناس ، و لا ينظرون لما يشعر به من ضيق و حزن، و يتمادون في السخرية لا يطلق عليهم اصدقاء بل اعداء .
كنت احتاج للتحدث مع احد ، و لم اجد احدا يسمعني سوي والدي ، و هو من اخبرني ، بأن الحياة يجب ان اعيشها دون خوف ، و يجيب مواجهتها مهما كانت الظروف .
عندما سئمت من مظهري ، و سخرية الجميع من مظهري ، فكر والدي في علاج لمشكلتي ، التي كانت في نظري لا يوجد لها حل.
قام بشراء مرآة جديدة ، و اخبرني بان انظر اليها كل يوم اشعر به بالحزن .
اليوم احضر المرآة و قمت بالنظر اليها ، وجدت نفسي حزينا ، لم استطيع النظر الي نفسي ،و انا شخص بائس هكذا .
قررت ان تكون هذه المرآة هي مصدر الهامي ، كل لحظة اري نفسي بها اقول ( لا يوجد احد علي هذا الكوكب يستطيع ان يجعلني حزين )
اصبح وقوفي امام المرآة كالادمان ، لم يفت يوم الا و وقفت امامها .
اصابني الغرور اصبح لا يوجد احد مثلي ، انا شخص عظيم امام نفسي ، و يجب علي الجميع ان يراني عظيما .
هذا كان اعتقادي قبل ما يحدث ما اصابني بالزعر ،و الخزف.
في يوم كنت انظر الي المرآة رأيت نفسي ، ولكن لأول مرة لم اعرف من هو داخل هذه المرآه هل هو انا ام شخص اخر.
بدأت ملامحه تتغير و قد شحب وجهه و بدأ يحرك رأسه و فجأة صرخ في وجهي....
سقطت ارضا من شدة الخوف مما حدث و رجعت الي الخلف و جدت شخص ذو بشرة سوظاء يقترب مني اكثر فأكثر ثم اختفي .
لم اعرف ما هذا ، و لكنني ارتعشت من شدة الخوف من هذا الذي ظهر في المرآة و كاد ان يقتلني من هو؟
قمت باخبار والدي عن ما حدث معي ، و انا في حالة من الرعب الشديد .
اخبرني بإنه سيتخلص من هذه المرآة فورا ، و اخبرني ان انسي ما حدث تماما.
بالفعل قام بالتخلص منها.
كيف عادت الي هنا .
هذا ما قلته عندما عدت الي منزلي ثاني يوم و وجدت المرآة امامي بالرغم من تخلص ابي منها .
هذا المنزل اصبح ملعون بسبب هذه المرآة يجب علينا ترك هذا المنزل ، لم استطع النوم لحظة.
كنت اري شخصا ما يراقبني ، و لكنني لم استطع تحديد ملامحه كان يقف في كل ركن في غرفتي ، و داخل الدولاب ، ايضا اسمع شخصا ما يقوم بمناداتي ، و لم اعرف من اين يأتي هذا الصوت.....
هذه كانت اخر رسالة يكتبها فاروق قبل ان يتم قتله ، ذهبت الي والده حتي اعرف سبب وفاته قال لي
منذ تخلصي من المرآة كان يقوم فاروق باشياء غريبة ، كان يطيل النظر الي اركان الغرفة ، و كان قلقا بعض الشئ ، و لكني عندما اسأله لم يقم بالرد ، و يقوم بتغيير الموضوع .
انا من قمت بقتله لأني من قمت بشراء هذه المرآة التي كانت السبب في قتله بكل تأكيد .