ads header

أخبار الموقع

لمسة واحده بقلم شفيقة


 

الحلقه الأولى

《لقد كنت بدأت في وضع خط فوق كلمه "رجل" بدأت أعيش الحياة التي تمنحني القوة وتظهرني تلك المرأة المهابه إمرأة أعمال بارزة صارمة لا يهزها ضعف، تقف أمامهم وهي تخفي خجلها وتلبس نفسها هبة أمام كل واحد إقترب منها، حاجز تضعه بينها وبينهم كي لا تضطر لإفلات ذلك الضعف والخجل الذي ينهش داخلها كلما وضع احدهم يده عليها لمسة منهم تبرز ما تريد إخفاءه، حتى عندما تصافحهم لا تدع يدها تستقر أكثر من ثانية تهرب بها وتهرب من شعور لا تريد ان تعرفه ..... بدأت أن أتحول الى تلك المرأة وإستطعت ان أظهر كما أردت، لكنني لم أتوقع ذلك، لم أخطط لحبه جاءني كالملاك يصافح يدي لم أبعدها كعادتي لم أشعر به وهو يصافحني لانني كنت منجذبة إلى تلك العيون التي لم تقلع نظرها عني كي يوقعني في شباكه ويبدأ مشوار قصتي معه》

~ رفعت هاتفها بضيق بعدما تركته يرن أكثر من خمسة مرات كانت منهمكة في ملفاتها فهي لا تعرف الراحه تواصل عملها عندما تدخل بيتها، متأكدة أنها صديقتها لا يوجد غيرها من يستطيع أن يزعجها بهذا الشكل الوحيده التي تسمح لها ان تتمادى معها في المعامله، تركته يرن فهي لا تحب ان تزعجها عندما تكون تعمل لكن إصرارها قطع عليها تركيزها فلا مجال لرفضها 

"ماذا تردين ريما ... لقد طيرتي كل الأفكار التي كانت في رأسي بإصرارك"

في بيت كبير ليس بعيد عن بيتها تسكن ريما مع زوجها رجل أعمال كذلك، منضبط في عمله أحيانا يهمل زوجته مما يجعلها تقضي كل أوقاتها في المحلات في النهار أو في الملاهي في الليل ليس لها عمل أراد زوجها أن تبقى في البيت هي لا تحتاج أن تعمل فهو يستطيع ان يلبي لها كل ما تحتاج إليه

"لا تقولي أنك كنتي تعملين في هذا الوقت المتأخر" قالت ريما وهي في غرفتها واقفة امام خزانتها المفتوحه تبحث عن اجمل فستان ترتديه في حفله يوم غد ردت عليها ليلى بعدما أغلقت ملفاتها تعرف ان وقتها مع ريما حبله طويل فهي تتكلم كثيرا سوف لن تتركها وسيطول حوارهما بضعة ساعات

"نعم ريما كنت أدرس ملف الصفقه الجديده لدي إجتماع بعد يومين مع ثلاثة أصحاب اكبر مصانع في البلاد، لكنك كعادتك تتصلين في الوقت الغير مناسب .. هيا قولي ماذا تردين" 

وقع إختيرها على على فستانها الأسود قصير جدا يغطي فوق صدرها ويكشف عن اكتافها وضعته على جسدها وهي تنظر الى نفسها في المرآة ترد عليها

"لا صديقتي انتي ستتركين كل شيئ وتستعدي لحفلة يوم غد" تنهدت ليلى لقد وقعت في فخ ريما، ستحاول الإعتذار لكنها تعرف انه لا مجال من الهروب

"اعذريني ريما لا أستطيع حظور حفلات عملي يأخذ كل وقتي "

إبتسمت لنفسها في المرآة وهي ترى جمال طلعتها لكن كلام ليلى أحزنها ابعدت الفستان عن جسدها تلقي به على سريرها وقد قررت بإبتسامه ان يكون عليها يوم غد في الحفله تخلت عنه لبضعه لحظات ترد على ليلى

"لا. لا. لا لن اقبل اي إعتذار منك هذه المرة الرابعه وانتي ترفضين حظور حفل معي ... انتي تهلكين نفسك في عملك يجب ان ترفهي عن نفسك قليلا .. هذه المرة ستأتين معي 

وقفت من مكانها لتضع ملفها في خزانة مكتبها، عبارة عن غرفة كبيره في منزلها الكبير الذي تعيش فيه وحدها فقط بعض الخدم الذين يقومون بتلبية طلباتها خرجت من تلك الغرفه مازالت تمسك هاتفها بيد تتكلم مع ريما وهي تغلق الباب بالمفتاح بيدها الاخرى

"أرى أنك مصره لحظور هذا الحفل .. لماذا لا تذهبي مع زوجك" 

تنهدت ريما بتأسف وهي ترد على ليلى

"مراد؟ انا أحلم ان أراه ولو ساعة الواحده في اليوم، على العموم هذا عيد ميلاد إبنة خالي وقد إعتذر لأنه سيتأخر في عمله وهو من إقترح ان آخذك معي"

ظهرت أول إبتسامة نادرة على شفتي ليلى وهي تتوجه نحو غرفتها الواسعة التي تنام فيها بمفردها، تفكر ان توافق على دعوه صديقتها 

"هذا معناه انك تهتمين لعمل زوجك، و تأثرين علي كي أهمل عملي"

جلست على سريرها بوجهها العابس كانت تتمنى ان يرافقها هو للحفل فهي تشتاق إليه لكنها تحاول إخفاء حزنها بحركاتها المستهتره 

"وماذا كنتي تظنين !! انني سعيده لخروجي مع فتاه وحيدة مثلك لا تملك لازوج ولا حبيب .. طبعا كنت اريد ان يرافقني لكن ...."

أسرعت بوضع يدها على شفتيها تحجز لسانها الذي قد تفوه بحماقه في حق صديقتها فهي تعاقبه لانه سيجلب الدموع لعيون ليلى، تذكرت ماضيها المؤلم صمتت لحظة تستمع فيها لتنفس صديقتها لكنها سرعان ما صححت نفسها تعتذر 

"آسفه ... آسفه ليلى لم اكن أقصد ذلك .. لساني هذا يجب قطعه ارجوك لا تغضبي مني" إحمرت عيونها لكن دموعها رفضت ان تخرج حبستها منذ زواجها الثاني فقد كانت محظورة من ذلك ... منعت نفسها من التفكير في تلك الأيام التي كانت ضعيفة فيها لا تريد ان تفكر في ذلك القهر الذي دام سنوات فهي اليوم حرة ويجب عليها ان تتمتع بحريتها، رفعت رأسها وهله لسقف غرفتها تمنع نفسها من البكاء وردت بإرتياح

 "لا عليك ريما لست غاضبه منك، معك حق يجب علي ان أخرج قليلا من هذه الجرة التي أغلقت على نفسي فيها ... حسنا سوف آت معك"

~~~~~

"لقد تمادى كثيرا ، لقد قوم كل العمال ضدي" قال عامر وراء مكتب شركته غاضب وهو يتحدث في هاتفه 

"أنت تعرف أنني لا أستطيع ان أطرده ... رد على سؤال مدير أعماله في الهاتف ... بعدما إنتخبه العمال ومنذ ان أصبح رئيسا في هذه النقابه أنت تعرف قانون العمل" وقف ينظر من زجاح نافذة مكتبه لعمال مصنع من مصانعه مظربين عن العمل تحت باب شركته يرفضون الإلتحاق بمناصبهم حاملين لافتاتهم يطالبون برفع أجورهم، مازال غاضبا من تصرفهم ضغط على أسنانه من الغيض يواصل كلامه "اقسم أنني سأريه نتيجه تصرفه هذا ... إسمع يوسف أخرج  للعمال وأخبرهم انني قادم للآجتماع بهم"

عامر شاب في الخامسة والثلاثين من عمره رجل أعمال معروف في البلد يملك مصانع لصناعه أفخر الألبسه صارم في عمله  عادل لكنه لا يقبل ان يتجاوزه او يتحداه احد، شخصيته قويه ولا يترك أي مشكله يطلع عليها نهارا جديدا إلا وحلها بأي طريقه وجدها مناسبه احيانا يستعمل القوه وأحيانا يستنجد بالتهديد لكنه لا يسمح لأحد ان يحطم إمبراطوريته التي ورثها عن والده المتوفي فقد وعده قبل أن يفارق الحياة بأن يحافظ على اﻻمبراطوريه العائلية 

"لن أسمح لأحد أن يهدم ما بنيته ..." قال عامر ليوسف مدير أعماله وهما في رواق الشركة في طريقهما لمقابلة العمال المظربين منزعج من هذا الموقف همه هذه اللحظه ان يحل هذا المشكل وإرجاع العمال الى أماكن عملهم يهاب أن يقف حال مصنعه 

وقف بهيبته أمام العمال الذين توقفو عن إحتجاجاتهم فور رؤيتهم له قريبا منهم، هناك من يعرفه من بعيد وهناك من يعرفه سوى إسما وتصور لهم اليوم يدخل الخوف في قلوبهم صمتت أصواتهم ينظرون إليه ينتظرون سماع صوته الذي طالما سمعو عنه، أشار بيده يطلب من سمير رئيس النقابة ان يقترب منه، نظر يمينا ويسارا لهذا الصمت الذي أحاطه فجأة وإقترب من رئيسه ملبيا لأوامره

"مالذي يحدث هنا سمير مالذي جاء بك وبالعمال تاركين المصنع" تشجع سمير للرد على صاحب المصنع رغم ملامح الغضب التي إلتقطها في وجهه هذه مسؤوليته ويجب ان يتحملها 

"سيدي ... العمال يطلبون برفع اجورهم فالعمل الذي يقدمونه في المصنع يتطلب أكثر مما يتقاضون" قرب عامر وجهه من سمير يعلن استياءه متحكم في أعصابه ظهرت إبتسامه ساخره على طرف شفتيه يجيبه بصوت منخفض

"وهل إكتشفو ذلك وحدهم أم أنك ساعدتهم في ذلك" تشجع ان يترك نظره على رئيسه بنبرة لبقة رد عليه

"هذا واجبي سيدي ان أتكلم بصوت العمال .." بإبتسامه فاطنة تحكم بها عامر على غضينته رفع رأسه يخاطب العمال قائلا بحكمة

"اوقفو هذه المهزله وعودو إلى مناصبكم، كل شيئ سيسير حسب قانون العمل وعندما أحكم ان أجوركم  يجب أن ترتفع سأعمل على رفعها لكن في الوقت الحالي لا أستطيع ان أوعدكم بشيئ"

"العمال يرفضون مغادرة المكان إذا لن توعدهم برفع الأجور" قال سمير يواصل مهمته، نظر عامر إليه بإبتسامه ماكره "حقا؟" رفع رأسه للعمال مرة أخرى يحذرهم  

"على مكتبي طلبات متراكمه هناك من يحلم بمناصبكم ، فإما ان تعودو الى عملكم او آخرون يأخذون اماكنكم ... لقد اخبرتكم انني سأرفع أجوركم عندما يكون ذلك ممكن" بعد خمسة دقائق لم يبقى عاملا واحدا أمام باب الشركه هددهم عامر بالطرد، هكذا هي شخصيته يحل مشاكله بحكمة ولا احد يستطيع التطاول عليه منذ ان اتخذ مسؤولية مصانع والده قطع وعدا على نفسه ان لا يدع هذه الإمبراطوريه تفلس وكل ذلك جعل منه رجلا صارما يعرف ماذا يريد وكيف يسير أمور حياته 

"لقد عالجت الموقف بحكمه سيدي ... قال يوسف بعدما عادا من موقع المشكله ... كل العمال خافو على مناصبهم" إتكأ عامر على كرسي مكتبه يرجع بجسده الى الخلف فنجان قهوته بين أصابعه يجيبه 

"هذا ليس ذنب العمال إنه سمير أنا أعرفه 

منذ الدراسه والده كان يعمل في المصنع أيام والدي، كان دائما يحقد علي لأنتي ابن صاحب المصنع، منحته هذا المنصب من أجل والده الرجل الطيب الذي خدم أبي بإخلاص، وانت ترى الآن كيف يرد لي الجميل، اعرف نيته يريد إفلاسي لكن إمبراطوريه أحمد شاه لن يهزها أحد" يوسف الرجل المخلص قلق على ما يحدث من مشاكل ويخاف عليه من الأعداء الذين يريدون إفلاس هذه الإمبراطوريه دائما يقف الي جانبه ويساعده في إدارة شركته ومصانعه 

"كيف ستحل هذه المشكله الآن هل سترفع أجورهم؟" إحتسى قهوته أعدل جلسته ليضع الفنحان على مكتبه تنهد ثم رد عليه 

"بعد يومين سأعقد شراكة مع شركة تستورد أفخم الأقمشه من أوربا، وسوف نبدأ في إنتاج جديد لأفخر الألبسه ستزيد الأرباح وكنت أفكر بعد ذلك رفع أجورهم، لم أكن أتوقع ما فعلوه اليوم"  

~~~~

 وقفت سياره سوداء أمام مبنى عالى فتحت النافذه تنظر الى علو هذه العمارة تتخيل في أي طابق ستأخذها ريما وبيما هي في شرودها فتح السائق الباب لهما لتجد نفسها واقفه خارجا مازالت عيناها معلقة تنتظر صديقتها كي تأخذها الى مكان الحفله تقدمتا خطوتين حتى وجدت نفسها تدخل مكانا لكنه ليس عمارة وإنما ملهى أمام تلك العمارة الشامخه اوقفت حركتها رفضت دخولها قبل ان تطرح سؤالها "ألن نذهب الى عيد ميلاد ابنه خالك؟" ابتسمت ريما بخبث ربما نسيت ان تذكر لها مكان الحفل أو انها تعمدت عدم ذكره كانت سترفض لو قالت لها ان الحفل في ملهى ليلي "بلا نحن وصلنا الى مكان الحفل" استاءت ليلى شعرت ان ريما قد خدعتها ظهر الغضب على وجهها وهي تعاتبها "انت لم تخبريني ان الحفل في ملهى ليلي تعرفين انني لا احب هذه الأماكن" ... "اولا هذا ليسى ملهى ليلي هذا مطعم وتقام فيه الحفلات وثانيا لو قلت لك ان الحفل سيكون في مكان عام كنتي سترفضين المجيئ معي" نفس الغضب الذي لم يفارق وجهها التفتت لتتراجع عن خطواتها ترد بكلماتها المصره "نعم أنتي محقه كنت سوف لن آتي والآن سأعود من حيث جئت" أمسكتها ريما من ذراعها تحاول جعلها تتراجع عن قرارها "هل ستتركينني وحدي؟ كفي عن عنادك ودعينا ندخل الحفل سيبدأ" تنهدت ليلى مجبورة دخلت ذلك المكان الذي تهابه

وقفت تنظر إلى ريما وهي تعانق أفراد عائلتها وتهنئ قريبتها بعيد ميلادها تتأمل ذلك المشهد الذي طالما تمنت ان تعيشه ولو مرة واحدة في حياتها تلك التي قضتها مع عائلتها التي تبنتها لم تشعر معهم بحنان او حب، كانو عائلتها الوحيده لكنها تمنت ان تكون حياتها مليئه مثلما تعيشها اليوم، جلست منزعجه كأنها تجلس على كومة شوك ، هذا المكان يجلب لها ذكريات تريد ان تنساها لا تحب مثل هذه الاماكن لا تحب الملاهي فقد كانت في الماضي مجبرة عليها ... رفعت عينيها تنظر حولها زاد انزعاجها من نظرات الغرباء عليها كلما رفعت رأسها وجدت شابا يحدق فيها بإعجاب أزعجها الموقف في كل مره فأدارت وجهها دون الرجوع الى تلك الجهه، كان هو ممن يحدقون فيها لمحها عندما دخلت تتحرك كأنها ملاك ينتقل بخطواته جذبته بجمالها الفتان لم يرى جمالا يقارنه بما يراه أمامه، نظر إلى ساقيها وهي تحملان ذلك الحذاء بكعبه العالي يوافق ذلك الفستان بلون السماء عند الغرب  يرسم خطوط جسدها  بدون أكمان بفتحه بسيطه على صدرها تترك ظهور ذلك العقد اللؤلئي المصفف على رقبتها، سارت نحو الطاوله وعينيه تتبعها حتي كشف أمامه ظهرها من ذلك الفستان يغطيه فقط ذلك الخيط الذي يمسكه، بدأ الارتباك يسودها الى ان سمعت ريما تقول لها "ما بك ليلى لماذا انتي قلقه هكذا اهدئي وتمتعي بهذه السهرة" نظرت اليها بغضب كانها تأنبها لاحظارها الى هنا "انتي تعرفين انني لا احب هذه الملاهي لماذا سمعت كلامك وجئت معك" مسكتها من ذراعها تصل معها الى الطاوله الموجود فيها كل الذين جائو يحتفلون طلبت منها أن تجلس وهي تقول لها "اجلسي انتي إذا ودعيني اتمتع بهذه السهره" جلست مقابله للبار  رفعت رأسها لتجده يحدق فيها مبتسما كأنه سعيد لعثوره عليها، ارتبكت لنظراته أبعدت عينيها كما تفعل كلما رأت أعين تراقبها لكنها وجدت نفسها ترفعهما مرة أخرى تبحث عن تلك النظرات كانها لا تريدها ان تبتعد عنها وجدته مازال ينظر اليها محتفظا بإبتسامته، ارتبكت ... بدأ ضعفها يغزو جسمها بحثت عن مكان تخفي فيه انظارها لكنها وجدتهما يعودان إليه  لا تعرف كيف هذه الأعين جذبتها لكن رغبه داخلها تدفعها الى النظر اليهما، وجهه وسيم تغطيه لحيه خفيفه لا تعرف ماذا تخفي تحت ذلك القناع لكن عيونه فيهما سحر كلما هربت عينيها وجدتهما تعودان إليه، لاحظ ارتباكها وفهم ترددها وزاده ذلك إعجابا بها، نظرت إليه كي تتأكد انه مازال ينظر اليها رفع كأسه إليها يحييها أدارت وجها بسرعه تفتعل  إهتمامها بما يحدث أمامها على تلك الطالة لذلك الحفل الذي نسيته منذ ان لاحظت نظراته إليها، خافت من هذه الخطوه الجريئه منه وقررت أن لا تنظر إليه مرة أخرى ، عاتبت نفسها لما تفعله فهي اول مره تجد نفسها تنجذب الى شاب لا تعرفه قررت ان لا تدع نفسها تنساق وراء مثل هذا الوهن، بقي ذلك الشاب في مكانه ماسك ضحكته بين شفتيه بعدما أدرك انه هو سبب إرتباكها وقرر ان لا يترك هذه الفرصه تفوته قبل ان يدنو إليها ، بدأت الموسيقى الصاخبه تملئ الأجواء والميسحات تدوسها أقدام الراقصين إلا هي فبقيت في مكانها لا تحب هذا النوع من الموسيقى ولا هذه الرقصات، رفعت رأسها لتجده قريب منها واقف أمامها بروحه الخفيفه يسألها "ألا ترقصين؟" لا تحب ان تتكلم مع الغرباء وأكثر من ذلك إذا كان شخص يميل الي هذا النوع من الأماكن ابعدت وجهها كي لا تنظر الى تلك العيون التي سبق وقد انجذبت اليها وردت عليه "لا أعرف أرقص" ابسط ذراعه ليمد لها يده وجيبها "تعالي سأعلمك" نظرت الى يده القريبه منها ثم الى وجهه الجريئ ترد عليه "لا شكرا انا لا احب هذا النوع من الموسيقى" تركها راجع من حيث أتى، تنفست تظن أنها تخلصت منه لكنه عاد إليها بعدما همس للشاب الذي كان مسؤول على الموسيقى التي تغيرت من ضاجة الى هادئه، وجدته مرة أخرى واقف يمد يده يقول لها "والآن هل ترقصين؟" ماذا ستقول له الان وما هي الحجه التي ستصطنعها؟ لكنها لم تحتاج لذلك كيف يجرأ فهي لا تعرفه "آسفه لكنني لن أرقص معك" .. تأسف لردها لكنه لم يفقد الامل "لماذا؟ لقد غيرت الموسيقى من أجلك" بعدما هدأت الموسيقى رجعت ريما للجلوس فهي لا ترقص الرومنسي الا مع زوجها بقيت تتأمل ذلك المنظر امامها وتتمنى ان توافق ليلى على هذا الشاب الحاذف نفسه عليها، لطالما تمنت ان تراها تغير نمط حياتها وتخرج مع شباب تعيش شبابها الذي سيتبخر مع مرور السنوات لو لم تنقذه، لكنها وجدتها ترفض هذا الوسيم تدخلت في الحديث تقول لها "لماذا لا ترقصين؟ الكل يمرح إلا انتي ... اوقفتها من مكانها تقربها منه تواصل كلامها معها ... هيا أذهبي وتمتعي بهذه السهرة" لم تهدأ شفتيه طول ذلك الوقت وضع يده على ذراعها العاري "إسمعي كلام صديقتك وارقصي معي" ابعدت يده عنها منزعجة من لمسته وأجابته مجبورة وهي تنظر الى ريما تشعر بإذلال "حسنا سأرقص معك" مسرور سار بها إلى ساحة الرقص وضع ذراعه يحيط خصرها يجلبها إليه كأنها حبيبته يريد شعور جسدها يدفئ جسده إندهشت لجرأته أبعدت ذراعه عن خصرها تحذره "لا تضع يدك علي من فضلك" رفع حاجبيه يستفسر "وكيف سنرقص إذا كنت لا أستطيع لمسك" نظرت إليه دون ان ترد على تساؤله فهو محق أعاد  ذراعه يجلبها إليه بهدوء سمحت له ان يحركها مع أوتار الموسيقى لم تعترض على تصرفه تركته ينظر الى جمالها يتأمل وجهها وهو يزور كل ركن فيه شفتيها وهي ترتجف ربما خوفا أو من رغبه مكبوته، عيونها التي تركتها تنزلق الى شفتيه ربما تهاب النظر اليه أو أنها إنجذبت إليهما تنتظر مفاجأه، ساد صمت حولهما وهو يهتز بها حتى قادها الى مكان ينقصه ضوء في ركن مخبئ وقف ينظر اليها كأنه يعرفها منذ زمن وإشتاق إليها بقيت هادئه تنظر اليه هي كذلك لا تفهم ماذا يريد منها خافت منه لكنها عجزت عن الكلام أمامه وضع يديه على كتفيها حجزها على جدار وراءها وترك شفته تنحط على شفتيها يقبلها بشغف فتره لم تستوعب فيها الذي يحدث تركته يأخذ تلك القبله التي اوشكت تصل الى رقبتها دفعته عنها بعدها وهي ترتجف بعدما احمرت وجنتيها غيضا و خجلا لم تتوقع ما عاشته هذه الثواني التي مرت عليها دهرا استرجعت أوجاع وذكريات سنينا مضت، دفعته وهي تلهث خوفا منه "ماهذا الذي فعلته" إبتسم أمامها حتى هو لا يعرف كيف تجرأ وقبلها، لكنه جريئ بطبعه وإذا أراد شيئا أخذه إعتقد انها كانت تريد ذلك أجابها بكل ثقه "فعلت فقط ما كنتي تردين، انت طلبتي مني" نظرت إليه غاضبة كيف يستطيع ان يقول لها ذلك، ماذا يظنها، ليس لأنها جاءت الى هذا المكان فهي منه "كيف تجرأ ان تقول ذلك ماذا تظنني" إبتسم فهم قصدها "لا أقصد ... لكن عينيك هي التي طلبت ان أقبلك" زاد غضبها عن تلك اللحظه فهي لا تذكر انها طلبت منه شيئا إقتحم حريتها بتصرفه الدنيئ حسبته هي كذلك رجل ملاهي تحركت كي تبتعد عنه وقبل ان تغادر ردت عليه وهي تحاول إزالة أثر شفتيه "أنت فعلا إنسان وقح .. هذا خطئي، انا التي جئت الى هذا المكان وقبلت الرقص مع شخص مثلك لا أعرف شيئا عنه" مسكها من معصمها يمنعها من المغادرة تجمدت من لمسته خافت ان يكررها لكنها سمعت صوته يطلب منها "لا تذهبي ودعينا نتعارف إذا، أريد ان أتعرف عليك" بقوة أبعدت يده التي كانت تحجزها نظرت اليه بجديه تجيبه "وانا لا أريد ان أعرفك ولا تجرؤ على لمسي مرة أخرى" أبتعدت وهو يتبعها إلتقطت حقيبه يدها من الطاولة حيث تركتها وجهت كلامها لريما وعلامات الغضب ترافقها "انا ذاهبه من هنا، لا استطيع ان ابقى اكثر في هذا المكان أبقي ات فيه إذا أردتي" لم تمنحها فرصه الرد كانت قد عبر المحل وخرجت من الباب نظرت ريما الى الشاب الذي لحق بليلى يردد "إنتظري آنسه" بقي واقف هو كذلك ينظر اليها تبتعد كان يريد ان تبقى كي يتعرف عليها لكنها لم تمنحه تلك الفرصه "ماذا حدث لها؟" سألته ريما "لا شيئ فقط سوء فهم" لمحت ريما علمات التأسف على وجهه ليست متأكده من إحساسها نحوه لكنها شعرت به صادق

"هل قلت لها شيئ أزعجها" إبتسم الشاب وعيناه على الباب الذي خرجت منه تلك الشابة التي أبهرته بجمالها تذكر قبلته لها شعر خلالها بشيئ يجذبه أكثر اليها وأراد ان يغوص في هذه المغامر نظر الى ريما يجيبها "لا شيئ فقط طلبت منها ان نتعارف" ريما تعرف جيدا صديقتها وهذا ما يحزنها، ليلى لا تريد التعرف على شباب فقد صدت كل محاولاتهم ورفضت طلبات الزواج التي تقدمت لها، لا تريد تجربه فاشله أخرى في حياتها، هذا الشاب اعجب بليلى وهو لا يعرفها من تكون حدقت فيه ريما تفكر ربما يكون ملائم لصديقتها "وهل تريد ان تعرفها؟" نظر بصدق الي ريما يجيبها سريعا "اتمنى !!" 

"حسنا سوف ادلك على طريقها لكن تذكر شيئا مهما .. ليلى ليست سهله" "ليلى !! هذا اسمها!!" بدأت ريما تعطيه لمحة عن صديقتها "نعم إسمها ليلى رضوان صاحبه...." " شركات رضوان لإستراد الأقمشه ... قاطعها ليواصل وهو يشير بأصبعه يسأل بدهشة ... هل هذه هي السيده ليلى رضوان؟ " حدق الشاب في ريما بذهول كأنه لا يصدق ما يسمعه 

"سمعت عنها كثيرا لكنني لم أتصور أن تكون شابه وجميله هكذا .... هذا يعني انها متزوجه؟" سمعت حيرته في صوته الذي إختنق مع آخر كلمة ربما ضيعها بعدما وجدها لكن ضحكته عادت مكانها لسماع ردها

"مات زوجها وهي وحيده الآن ... لكنها عانت كثيرا في حياتها مما جعل منها إمرأة قاسيه ... لكن روحها بريئة جدا"

شرد فيها وهو يوجه نظره إلى المدخل الذي رآها تغادر منه إبتسم لأنه وجد نفسه يقترب من هدفه سمع وصف ريما لها فرد عليها "ربما سأكون من يخرجها من معاناتها انا متشوق أكثر لمعرفتها"

إستاءت مما حدث معها اليوم ركبت سيارة أجرة لتعود الى ببتها المكان الوحيد الذي تشعر فيه بالأمان، بدأت دموعها تسيل تتصارع مع نفسها ترفض هذا الشعور الذي بدأ يسكن فيها وكانت تحاول منعه طول حياتها لكن ربما اليوم بدأ يستيقض فيها، تجربتها مع هذا الشاب جعلتها تكتشف انها يمكنها ان تتغير يمكنها أن تحب شخصا لكن هل يمكنها العيش معه، فارقها النوم خرجت الى حديقه منزلها الكبير تتجول في أرجائها تحت ضوء القمر، وضعت أصابعها على شفتيها مزالت تشعر بتلك القبلة، لم يقبلها أحد هكذا، تزوجت مرتين لكنها لم تشعر أبدا بما شعرت به اليوم ربما لأنها كانت صغيره جدا ولم تكن تعرف معنى الحب، لكنها اليوم تبلغ من العمر ثلاثين سنه وأصبحت أرملة عندما كان عمرها عشرون سنة، ومنذ عشره سنوات الماضيه لم تسمح لأي رجل بوضع يديه عليها، لكن اليوم أحدهم تجرأ وقبلها مازالت تشعر بنعومه تلك القبلة على شفتيها، فكرت في ذلك الشاب وهروبها من أمامه، تعتقد انها سوف لن تراه بعد الآن في حياتها، تجربة مرت عليها وذهبت ربما كي تشعر معنى ان يقبلها شخص بتلك النعومة لكنه رغم لطافة لمسته فهو قد اقتحم حريتها وأخذ منها شيئا لم توافق على منحه إياه، رفضت أن يكون لها شعورا برجل مثلما كان لها اليوم في لحظة كادت تضعف، إنه غريب خرج من حياتها كما دخلها، مسحت دموعها التي خانتها وقررت أن لا تفكر مجددا في حادثة اليوم، رجعت الى غرفتها تريد ان ترتاح من الصداع الذي سكن رأسها من كثرة التفكير

هناك تعليقان (2):

  1. ربنا يوفقك مبدعتنا الغالية الحلقة كانت في منتهى الروغة في انتظار بفية الحلقات ان شاء الله

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا حبلتي سميره على دعمك الدائم

      حذف