ads header

أخبار الموقع

لمسة واحدة بقلم شفيقة


 

الحلقه الثانيه

"ماذا فعلت لك سمير كي تقف ضدي هكذا، دائما وقفت معك ووضفتك في أحد مصانعي فضلا لوالدك الذي خدم والدي بإخلاص" قال عامر لسمير في مكتب شركته عندما دعاه في اليوم الثاني للإضراب الذي قام به ضده مع عمال المصنع، كان سمير جالس مقابل له يرد عليه 

"انا فقط كنت أدافع عن حقهم، أظن هذا من مهامي كرئيس نقابتهم، العمال يرون أن أجورهم قليله مقابل ما يقدمونه من عمل" غادر عامر كرسي مكتبه وقف وراء سمير ليشعره بيديه على كتفه يجيبه "أنت تعرف عن ماذا أتحدث سمير" حاول سمير أن يقف لكنه شعر بيدا عامر تضغط على كتفيه يبقيه جالسا في مكانه، تجول لحظة صغيره في غرفة مكتبه محتفظا بصمت مخيف إلتفت بعدها واقفا ينظر إليه بوجهه الغاضب يواصل كلامه معه "في يوم من الأيام كان أبي صاحب هذه الشركه والمصنع الذي تعمل انت فيه، وكان يعمل عنده بإخلاص رجل والذي كان لديه ولد، كان هذا الولد يكرهني وينصب لي الكمائن كنت أعاقب بسببه، هذا الولد كبر وأصبح رجلا وأصبحت أنا صاحبا لهذه الشركه والمصانع وعينتك في المصنع كي ترد لي الجميل  هكذا؟ ماذا تريد سمير ؟ إفلاسي؟" وقف سمير يتهرب من كلام رئيسه لكنه رجع إلى مكانه بعدما سمع صراخ عامر "أبقى جالسا لم انتهي من كلامي" حجزه بوضع يديه على الكرسي ينظر في عينيه يهدده "أنا أحذرك الآن، إما أن تتوقف عما تفعله معي أو سأجعلك تشحت في الشوارع ولن تجد أحدا يشغلك عنده، هذا آخر إنذار أقدمه لك فتذكر جيدا ما قلته لك" إبتعد عن الكرسي فتح باب مكتبه يواصل كلامه مع سمير الذي بقي صامة طول الفترة "أخرج الآن وأرجع الى عملك وأتمنى أن لا أراك مرة أخرى أمامي" 

لم يرضى سمير بمعاملة عامر بقي ساكت وهو يؤنبه لكن كل ما كان يفكر فيه هو تحطيمه والتخلص من إمبراطوريته التي يتخيله يتباها بيها ، عبر رواق الشركه وهو يتوعد به 

دخلت مكتبها بصداع رهيب شعرت به منذ أن فتحت عينيها هذا الصباح بسبب قلة نومها مما حدث معها في الملهى، مرت على سكرتيرة مكتبها تأمرها وهي تواصل سيرها نحو باب مكتبها "أحظريلي قرصا مهدئا وفنجان قهوه وقولي لحنان أن تأتي الى مكتبي" وقفت السكرتيرة نهاد من مكتبها إحتراما لرئيستها أو ربما خوفا نوعا ما منها، ليلى لم تبتسم يوما أمام موظفيها  فهي السيده الصارمه التي يبدو عليها كأنها لا تخطئ أبدا "حسنا سيدتي فور أن ترتاحي في مكتبك يكون كل شيئ جاهز أمامك" وكما قالت نهاد لم تكون إلى دقائق والقهوه مع القرص المهدئ حظرا أمامها وحتى حنان التي دخلت بملف أحمر تعانقه بذراعيها،حنان هي مساعده ليلى وذراعها الأيمن تثق فيها وتؤمنها كصديقة لكن رغم ذلك فلا يوجد بينهما إلا علاقة عمل تريد ليلى ان تحتفض بمكانتها كرئيسه وسط كل الذين يعملون عندعها، تناولت القرص المهدئ طلبت من حنان أن تجلس وهي تضع يدها على رأسها من الألم تسألها "هل هذا ملف صفقه يوم غد؟" جلست حنان في الكرسي المقابل لليلى تسألها قلقه على صحتها "هل أنتي مريضه سيده ليلى، إذا أردتي نأجل ذلك الى أن ترتاحي" لا تحب تأجيل عملها ليلى تحب ما تفعله شركتها هي حياتها بيتها وعائلتها الوحيدة تعيش من أجل عملها مكانتها وهيبتها وسط عالم التجارة ولا تترك أي خطئ وراءها يمكنه تدمير ما بنته خلال عشرة سنوات "لا حنان ألم بسيط وسيزول يجب ان ندرس هذا الملف الآن لا أريد أي خطئ غذا في المقابله" وضعت حنان الملف على المكتب ترد عليها تعرف أن ليلى مستحيل ان تؤجل عملها حتى لو كانت على فراش المستشفى "حسنا لقد لخصت كل شيئ عن الشركاء الجدد وبهذه الطريقه تستطعين تحديد من يجدر بهذه الصفقه" وضعت ليلى أمامها الملف استغرقت عده دقائق وهي تقرأه بينما بقيت حنان صامته تنظر اليها تنتظرها تقرر وبعد مرور أربعين دقيقه من الوقت قالت ليلى وهي تحاول شرح ما تراه أمامها "ثلاثتهما كبار رجال أعمال في البلد ومعروفين شركه عامر شاه رأس مالها خمس مليون دولار تنافسها شركه رياض وأولاده بثلاث مليون دولار هاتان الشركتين مهمتين لديها مصانع في أرجاء البلد لكن شركه رياض أرباحها أكبر من شركه عامر هذه السنه" تراجعت ليلى إلى الوراء تتنهد لأنها لم تستطع أن تصل إلى نتيجه "أفففف لا أعرف حنان لست متأكده ولا استطيع ان أقرر" اخذت حنان عنها عناء التفكير وحاولت مساعدتها بقولها "وشركه أحمد ناصر ماذا عنها؟" إبتسمت ليلى لأول مرة هذا اليوم فهي لا تسمح لنفسها بذلك إلا أمام أشخاص قليلين ريما صديقتها وحنان مساعدتها رجعت بجسدها إلى المكتب أخذت قهوتها التي تركتها تبرد لترد على سؤالها بمزاح "أحمد ناصر مبتدأ في هذا المجال ولديه مليون ونصف فقط من رأس المال وأرباحه قليله، لكنك محقه ربما سأعطيها له كي أريح دمافي من التفكير" إبتسمت حنان هي الأخرى تجيبها "ربما معك حق لكنك ستخسرين فهو لا يستطيع أن يدفع مبلغا كبيرا في المتر ولا يستطيع أن يأخذ كميه كبيره من القماش" رفعت سماعه هاتف مكتبها وهي تستمع لحنان وتنظر إليها بوجه مرتاح قالت قبل أن تجيبها "نهاد !!! أحظريلي قهوتين ... وضعت السماعة مكانها وواصلت ... أعرف، كنت أمزح معك دعينا نرى غدا من يستحق هذه الصفقه" هذه هي ليلى إمرأه صارمه لا تهتم إلا لعملها ورغم صغر سنها وجمالها الفتان فهي لا تعيش شبابها أصبح عملها مأواها الوحيد في هذا العالم وشخصيتها سلاحها تدافع به عن أنوثتها التي ضاعت منها منذ وقت طويل "إشربي قهوتك وبعدها عودي الى مكتبك أريد ملفا مفصلا لكل واحد ليوم غد" وقفت من مكانها أخذت حقيبة يدها تكمل كلامها "سأذهب الى المخازن لأراقب وصول دفعه القماش الجديده" ... لحظة القدر تدفع نفسها للوصول الى المكان الذي ستكون فيه وشخصان يلتقيان بسبب هذه اللحظه ربما ستغير مخططات حياتهما، لكن قبل ذلك كلامها يعيشان لحظات حياتهما الحاليه ولم يفكرا في صدفه ربما ستربط قصتهما، بينما ليلى تشرف على مصالح شركتها تبرع في عملها وهي تتحول بين مخازنها تتأكد بنفسها وصول كمية القماش التي ستفتح به صفقتها الجديده، كان عامر ذلك المالك المهاب يسيطر على أمور مصانعه يتأكد من عدم وجود مشكلة أخرى مثل التي إفتعلها سمير وينتظر بفارغ الصبر قدوم يوم غد ليعقد ذلك الإتفاق......

في غرفة نومه طلع صباح جديد على صوت حنون يدغدغ مسمعه "إستيقض حبيبي ستتأخر على عملك" بدأ يفتح عينيه بصعوبه يشعر بيد ناعمه تلاطف خصلات شعره كان عامر مستلقي في فراشه على صدره فارك ذراعيه غارق في نومه كأنه لا يريد ان يصحو من حلم جميل وأخيرا فتح عينيه ليجد بقربه تلك المرأه البريئه الوجه سعادته في هذه الدنيا "صباح الخير أمي لماذا أتعبتي نفسك كنت سأستيقض وحدي" قامت متجهة إلى نافذه الغرفه تفتح الستائر لتترك الضوء يحط على وجهه الوسيم  رفع ذراعه يغطي عينيه البراقتين "لقد أخبرتني أمس أن لديك مقابله عمل مهمه جدا اليوم فخفت أن تتأخر في النوم، هيا إجهز بسرعة  فطورك ينتظرك على المائده تحت" غادر سريره مسرعا يقفز منه تذكر أن هذه المقابله ستحدد مصيره عانق أمه من الخلف يفاجؤها "أمي الحبيبه مهما فعلت لن أرد لك ما تفعلينه من أجلي" لهذا يعيش عامر وحده مع أمه منذ أن توفي والده وترك له مسؤليه شيئين هامين في حياته إمبراطوريه شاه وأمه كان صغيرا جدا لا يتعدى إثنان وعشرون سنه إختار أن يعتني بهذه الأمانه وقرر أن يكون رجلا مكافحا مثله درس التجاره ومسك إدارة شركته عمل على تطويرها وفتح مصانع في معظم أرجاء البلاد، نسي مع ذلك أن يكون مستقبلا لنفسه ولرغباته الخاصه جعل من أمه أسرته الوحيده مسؤول عنها يحميها بعد أن تركها زوجها، ورفض أن يأتي بمنافسه لها، ربما لم يكن لديه الوقت أن يحب إمرأه ويجعلها قريبه منه توسع أسرته الصغيره أو ربما لم يجد بعد من لم تشبع الرغبته التي في داخله

خرج من حمامه متفائل بهذا اليوم الذي ربما سيفتح له أبوابا كثيره ربما سيزيح كل منافس ويأخذها لوحده فهو ليس من النوع الذي ينزل رايته ويستسلم ، أنتم ستفكرون في الصفقة التي ربما ستكون من نصيبه لكن شيئا آخر يفكر فيه عامر وهو واقف أمام مرآته ينظر الى نفسه يضع سترة بدلته يصفف شعره ويرش جسده بقليل من العطر الرجالي، خرج من غرفته ليجد أمه قد حظرت له إفطاره، عصير البرتقال شريحه بالزبده وفنجان قهوه كما يحب، رأته يتقدم إلى مائده الطعام رائحه عطره ترافقه بدلته باللون الأزق وقميصه الابيض بقيت تنظر إليه بإعجاب "أنت دائما ترتدي بدلة عندما تذهب إلى الشركه لكن اليوم تبدو لي مختلف" نظر الى نفسه يبحث عن هذا التغيير بدله ليست أول مرة يرتديها "إنها بدلتي أمي ليست جديده لبستها كثيرا" "أعرف انها ليست جديده لكنك اليوم لبستها بطريقه مختلفه" وهي تصب العصيره في كوب أمامه نظرت إليه وجدت جوابها "عرفت ... انت لم تلبس ربطة العنق اليوم" إبتسمت لتكمل كلامها "لماذا إبني غير اليوم طريقه لبسه؟" نظر إلى نفسه ثم حدق فيها بحب يجيبها "لا أعرف أمي وجدت نفسي اليوم أريد ان أرتديها هكذا، ماذا كنتي تظنين" وضعت الزبده على شريحه الخبز قدمتها له وهي تكلمه وإبتسامتها لم تفارق شفايها "لا شيئ إبني، خذ تناول هذا كي تذهب إلى موعدك المهم" فهم قصدها إنها تشك أنه يخفي عنها شيئ أخذ الأكل من يدها مازال يحدثها  "لا أعرف ماذا أفعل بدونك أمي، أظن أنني سأضيع" بعد تنهيدة نظرت إليه تجيبه متأسفه "لكنني لن أدوم لك إبني" مسك عامر يدى أمه قبلهما وهو يسألها "هيا قولي ما تخفينه في قلبك، أعرف أنك منذ الصباح وأنتي تردين قول شيئ" مسحت على وجنته لم يعد طفلا صغيرا بتلك اللحيه لكنه إبنها وستبقى تخاف عليه دائما "لقد كرست كل وقتك من أجلي ولعملك منذ أن توفي والدك ونسيت أن تعيش حياتك" سالت دمعه منها مسحها لها عامر بأصابع يده "تقصدين أن أدخل إمرأه في حياتي، أليس كذلك؟" "نعم" أجابته أخيرا إستطاعت ان تكلمه في هذا الموضوع "أريد ان أراك تعيش حياتك ككل شاب في سنك، لقد إنتظرتك تأتي لي بإحدى الفتياة التي عرفتها وتقول لي أريد ان أتزوجها لكنك كنت تنهي علاقتك معها ويعود قلبي إلى الانفطار" وضع يديه على وجنتيها قبل جبينها يرد عليها "لأن لم تكن أي واحده منهن مناسبه، لكن لا تقلقي أظنني وجدت من تناسبني" مسحت أمه دموعها غمرته بنظراتها السعيده تسأله "صحيح؟ أنت فكرت أخيرا في الزواج؟" هز رأسه يجيب على سؤالها "نعم أمي ربما وجدتها لست متأكد بعد من ردها" بإبتسامه أخرى ردت عليه "بما أنك تقول أنها المناسبه فأنا متأكده أنها ستكون من نصيبك، أعرف إصرار إبني عندما يريد شيئا" أخذ سترته بعدما إنتهى من فطوره قبل خد أمه وقال قبل أن يغادر "يجب أن أذهب للشركه الآن، إدعي لي أنتي وكل شيئ سيكون تماما" 

                                            ~~~~~

"حنان أنا في مكتبي عندما يحظر الزبناء أدخليهم غرفة الإجتماعات وسألحق بكهم" قالت ليلى لمساعدتها مرتبكة من هذا اللقاء لم يقع إختيارها بعد إلى من ستعطي هذه الصفقه، صعب عليها مواجهة نظرات الرجال رغم أنها تبدو صارمه وهم من سيهابون منها لكن شخصيتها ضعيفة أمامهم يحظر ضعفها عندما ينظرون إليها تخاف من هذه النظرات تعتبرهم وحوشا يردون الفتك بها، ليست هذه أول مرة تقابل فيها عملاء وزبائن لكنها دائما ينتابها نفس الشعور، عشرة سنوات وهي تضع درعا تحمي به شخصيتها لأن في داخلها عجز تخفيه كلما صافحت أحدهم ... جعلتهم ينتظرون ربع ساعة بعدما أدخلتهم حنان قاعة الإجتماعات فتحت باب القاعه لتجد ظهر ثلاثة رجال ببدلهم الرسميه سمعو خطوات كعب حذائها إلى أن وصلت إليهم لتصافحهم وقف رياض الأول يبتسم بنفاق يمد لها يده ليصافحها يقدم نفسه لها "رياض صاحب شركه رياض وأولاده" مدت له يدها لكنها هربتها فور ما وضعتها في يده وفعلت نفس الشيئ مع أحمد، لكن عامر بقي ينظر إليها يبتسم بطرف شفتيه يتأملها بإنبهار إنها حسناء أنيقه، لاحظ إرتباكها فهي لم تترك يدها تستقر في يدي الرجلين ربما ستفعل نفس الشيئ معه وقف من مكانه ليأخذ دوره في التعارف رمقها من ساقيها يرفع عينيه ليمر بهما على جسدها النحيل يغطيه فستان حريري باللون الكستاني، إنها جميلة جذبته مرة أخرى أراد أن يرسم قبلة على شفتيها لكنه إكتفى بمسك يدها، لم تهربها هذه المره بقيت معلقه عندما رفعت عينيها إليه وتذكرت تلك القبلة التي أيقضت فيها إحساس لم تكن تشعر به من قبل وسعت عينيها تحدقت في عينيه وهي تتذكره نعم أنه هو ذلك الشاب الذي تجرأ وقبلها دون أن تطلب منه، إستيفض ضعفها أمامه إحمرت وجنتيها خجلا لتقول له بين شفتيها لم يسمعها غيره "أنت!!! ..." أخذ عنها الكلام ينقذها من هذا الموقف الذي كاد ان يفضحها "عامر شاه مالك إمبراطوريه شاه" هزها صوته إستيقضت من شرودها هربت يدها بعدما شعرت بحراره كفه تسري في عروقها عرفت انه هو، ذلك الشاب الوقح المستهتر،  بلباسه البسيط سروال جينز وقميص، الأن هو رجلا أعمال كبير ببدلته من النوع الرفيع، وصاحب الشركه التي تناسبها وإختارتها لهذه الصفقه ، ماذا ستفعل الآن؟

جلست تقابل عملائها لكنها لم تستطع منع نفسها من النظر إليه من فترة لأخرى وسرعان ما تبعد نظرها عنه خشية من عيونه التي كانت تلتهمها وهو يتأملها مبتسم هادئ يضع أصابعه تحت ذقنه و يسمعها تقول في الأخير "لقد درست كل ملفاتكم عروضكم في محلها، لكنني أحتاج الى تفكير أكثر قبل أن أقرر ، سأتصل بكم عندما آخذ قراري"  بعدخروجهم من قاعة الإجتماعات بقيت وحدها تسترجع أنفاسها مما عاشته هذه اللحظه والتي ذكرتها بتلك اللمسه التي لم تنساها ظنت أنها غابت عنها للأبد وسوف تنساها مع الوقت لكنها عادت اليها اليوم بعيونه التي كانت تحدق فيها طول الوقت، شعرت بنبضات قلبها تتسارع تفكر في رفض طلبه كي تتخلص من هذا الشعور للأبد، قطع ذهولها طرق على الباب رفعت رأسها لتجده يدخل ويغلق الباب ورائه وقفت مذعورة تراه يقترب منها لماذا رجع وماذا يريد  منها "أنت؟ لماذا رجعت؟" واصل خطواته حتى وصل أمامها بقيت جامدة لم تتحرك "جئت أعتذر منك" أغلقت عينيها تستنشق رائحته التي كانت تدنو منها مع جسده، فتحتهما لتجده قريب منها ينظر الى خوفها بإبتسامه خفيفة على شفتيه "تعتذر من ماذا؟" بصوته الدافئ قالها "لأنني قبلتك ذلك اليوم وأغضبتك، لم أكن أعرف من تكونين" رجعت بخطواتها الى الوراء تجلس وراء المكتب لتلك الغرفه تسترجع صرامتها "حسنا قبلت إعتذارك" إنتظرته يعود من حيث جاء لكنه بقي ثابتا في مكانه ينظر إليها بإعجاب وتلك الرائحه التي بدأت تفقدها توازنها مازالت قريبة منها،ليست سوى ثواني قليلة مرت عليها ساعات، إنزعجت منه إنزعجت من هذا الشعور الذي بدأ يتخلل إلى حياتها لم تفهمه بعد لم تستطع حل هذا اللغز لم تعرف معنى الحب قبل هذا الشاب الذي ينظر إليها كأنه يريد أن يطير بها إلى مكان لا يوجد فيه غيرهما إستجمعت كل أنفاسها في قبضة واحدة حجزتها في صدرها وبإصرار خاطبته بعدما رفعت نظرها إليه "هل هناك شيئ آخر سيد شاه" ضحك مع نفسه، إبتسم على إضطراب حركات مقدمة جسدها جذبته هذه المنطقه يريد ان تكون يبن يديه لكنه لا يستطيع لا يريد أن يصدمها مرة أخرى رفع نظره الى شفتيها التي سألته ثم إلى عينيها ليجيبها "نعم هناك شيئ آخر ،هل تقبلين دعوتي هذا المساء على العشاء" قبل أن ينتهي من كلمته الأخيره وجدها ترد عليه "آسفه ليس لدي وقت للخروج" "إذا نترك ذلك ليوم آخر ما رأيك في غدا" أجابها يتمنى قبولها دعوته لكنها فاجأته بردها "لا غدا ولا يوما آخر، أفضل أن تبقى علاقتنا عمليه" إرتباكها وتقاطع كلماتها يؤكدان له انها تريد أكثر من ذلك إقترب منها وهي واقفه أمام طاولة المكتب وضع يديه يحجزها ويرد على رفضها "حسنا سأقبل ردك لكنني لم أقل كلمتي الأخيره" إبتعد عنها ليخرج من المكتب يتركها تلتقط ما تبعثر منها من أنفاس وقبل ان يغادر قال لها "إسمي عامر ناديني عامر" 

عادت إلى مكتبها غاضبه ترك عامر أثر جرأته على مزاجها، جلست وراء مكتبها وقد قررت أن تقطع علاقتها معه نهائيا هاتفها في يدها وهي تقول "وقح سوف أريه من هي ليلى رضوان" سكتت لحظه ثم رجعت تقول "حنان تعالي الى مكتبي من فضلك"

"قررت أن أعطي الصفقه الى شركة رياض" قالت ليلى عندما إجتمعت بحنان، لكن مساعدتها كان لديها رأيا مخالفا أجابتها 

"لماذا؟ من رأيي أن إمبراطورية عامر تستحقها أكثر" لكي لا تترك إنطباع الشك أجابت ليلى بروح عمليه 

"الأرباح التي حققتها شركة رياض هذه السنه كانت أكبر" تواصل النقاش حول من يستحق الصفقه مازالت حنان ضد رأي ليلى وبينت لها ذلك بقولها "لكن لا تنسي انها عرضت مبلغ منخفض عن شركه عامر، لا تهمنا الأرباح التي تكسبه مصانعهم ما يهمنا في صفقة مثل هذه رأس مالهم والمبلغ الذي يستطعون وضعه في القماش، وشركه عامر لديها هذه المعايير" 

سكتت ليلى لتفكر في كلام مساعدتها لم ترد على إقتراحها لكنها في عمقها تعرف انها على صواب

ليست هناك تعليقات