بقلم مروه نصر
في تمام منتصف الليل دوي صوت هزة قوية فزعت ساكني الحي فأسرع الجميع لمعرفة السبب ، و كان
أول الواصلين لمصدر الصوت عبد العزيز حارس إحدى العقارات و تجمهر حوله العديد من الماره ليجدو
جثمان سيدة شابة غارقة في دمائها و شكلها يوحي بأنها فارقت الحياة ، اسرع الحارس و اتصل
بالشرطة التي وصلت سريعا و بمعاينة الجثة تبين أنها لسيدة شابة في العقد الثالث من عمرها
و ترتدي ملابس منزلية حافية القدمين
بحضور النيابة بدأت التحقيقات لمعرفة شخصية القتيلة و تم انتداب الطبيب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة .
الضحية تدعى ملك و تقطن في العقار رقم ستة الدور الثاني شقة رقم ثلاثة ، تم استدعاء حارس العقار لسؤاله عن القتيلة فأجاب ::
السيدة ملك تسكن بمفردها في شقتها منذ سنتين ، علاقتها محدوده مع باقي السكان ، ولكن في الاوانه الاخيره لاحظت علاقة بينها وبين الاستاذ رامي الساكن في الشقة رقم اتنين ، سأله وكيل النيابة بتمعن :
علاقة من أي نوع... ؟ تلعثم الحارس و أجاب :
أظنها علاقة حب .. ولكن منذ يومين حدث خلاف كبير بينهم وكان صوت شجارهم عال ولم أرى الاستاذ رامي يتحدث معها منذ ذلك اليوم ، سأله وكيل النيابة عن باقي السكان و كم شقة تسكن في العقار فأجابه :
العقار مكون من ستة طوابق لا يسكن به غير طابقين و يتم تجهيز شقة أخرى في الطابق الخامس لعروسين ... الطابق الاول شقة رقم واحد الأستاذة هناء و اولادها و زوجها متوفي ، و شقة الأستاذ رامي رقم اثنين ، و الطابق الثاني شقة رقم ثلاثة الاستاذة ملك رحمها الله ، و شقة الاستاذ مدحت والاستاذة نبيلة و اولادهم رقم اربعه ، سأله الوكيل الم يرى او يسمع شيئاً قبل او بعد الحادث فأكد الحارس انه لم يرى او يسمع اي شيء .
صرف وكيل النيابة الحارس و صعد شقة القتيلة لمعاينتها ، لم يلاحظ أي آثار توحي باقتحام
الشقة ، و تم فتح الباب بأمر وكيل النيابة و بعد المعاينة بدقة تبين أن حالة الشقة سليمة ولا يوجد آثار لحدوث شجار او مقاومة ، وجد باب الشرفة مغلق فكيف إذن القت بنفسها و هي مغلقة ! ..أكمل وكيل النيابة جولته ووجد اثار كوب مكسور و بجانبه زجاجة ماء تم تجميع بقايا الكوب حتى يفحصه الطب الشرعي .
فكر وكيل النيابة قليلا و طلب من معاونيه الصعود إلى سطح العقار لمعاينته ، و عندما وصل الي السطح وجد آثار أقدام و عند فحص السور و ما حولها وجد فردة حلق مكسورة ، تم تجميع الأدلة وتحديد مقاس آثار القدم و كان 43 ، تم سؤال جميع سكان العقار عن مقاس اقدامهم و تبين ان ثلاثة منهم نفس المقاس و هم الحارس عبد العزيز والاستاذ رامي و الاستاذ مدحت ، جلس وكيل النيابة يدرس ملف القضية بعد صدور تقرير الطبيب
الشرعي و الذي يؤكد أنها جريمة قتل وليس انتحار ، فدماء القتيلة تحتوي علي نسبة مخدر عالية و بفحص الجثة تبين أن قدميها نظيفة ولا يوجد بها اي اثار لاتربة ، و الإصابات التي أدت إلى الوفاة تهشم في الرأس و كسور في كل أنحاء الجسم و هذا بسبب السقوط من مكان مرتفع جدا مما ادى للوفاة فورا ، كما تبين ان الكوب به آثار مخدر .
انهي وكيل النيابة قراءة التقرير و بدأ يستدعي المشتبه بهم للتحقيق وكان أولهم الأستاذ رامي و الذي يظهر عليه آثار الحزن الشديد وبسؤاله عن علاقته بالقتيلة أجاب :
كان يوجد بيننا علاقة حب وقد كنت على وشك خطبتها ، سأله وكيل النيابة عن سبب شجارهم و اين كان وقت وقوع الجريمة ، هز رأسه و نكسها قائلاً :
خلاف بسيط و لكن ملك عصبية بعض الشيء و لم تكن تستمع لي و هي غاضبة فتركتها يومين حتى تهدأ و ياليتني لم أفعل... و لاجل ذلك كنت اسهر يوميا في النادي الرياضي الخاص بي حتي لا اراها ، طلب منه وكيل النيابة ترك حذائه للمعاينة و صرفه مؤقتاً ، و طلب دخول المشتبه به الثاني وهو الاستاذ مدحت و بدخوله بدأ وكيل النيابة سؤاله عن القتيلة و علاقته بها ، فأجاب بحزن واضح :
استاذة ملك كانت مثال للسيدة الفاضلة لم نري منها ما يسئ ابدا ، و علاقتها بجيرانها محدودة وسطحية ،
فساله ان كان قد رأى شيء مهم ليلة الحادثة فأجاب أنه لم يسمع او يرى شيئاً ، فصرفه وكيل النيابة مع طلب ترك حذاءه للمعاينة .
و دخلت الاستاذة نبيلة زوجة مدحت و سألها الوكيل نفس السؤال فأجابت بحزم :
انا لم اتعامل معاها قبل سابق و لكن كنت دائما اراها تشاغل استاذ رامي من الشرفة لأنها كانت تعشق الجلوس بها كثيرا ، و اوقاتا كنت أراه يدخل شقتها في أوقات متأخرة وهذا كل ما اعرفه ، فصرفها وكيل النيابة و تم استدعاء أستاذة هناء و لكنها كانت مسافرة منذ اسبوع ولم تعد بعد .
أصبح مقتل ملك لغز يجب حله فمن خدرها هو من حملها و صعد بها للسطح والقي بها ، وبعد يومين ظهرت
نتائج الفحص للأحذية و كانت مفاجأة.... انه الحارس عبد العزيز و لكن كيف وهو أول من وصل للجثة فور سقوطها.. إلا اذا كان هناك شريكا له ، فتح ملف القضية مرة أخرى وقرأ التحقيقات بتمعن ثم أحضر ورقة و قلم و كتب اسم ملك في منتصف دائرة و من حولها كتب أسماء جيرانها
رامي.. مدحت.. هناء.. نبيلة.. عبد العزيز .
ثم استبعد اسم هناء لان التحريات أثبتت انها كانت مسافرة في رحلة مع ابنائها ، يتبقى رامي و مدحت و زوجته و بعد تفكير عميق ابتسم وكيل النيابة فجأة و قال :-
و جدتها… كيف لم انتبه لهذا.. ؟
رفع سماعة الهاتف و أمر بالقبض على عبد العزيز و شريكه في الجريمة .
دخلت نبيلة علي وكيل النيابة و هي ترتجف من الرعب فامرها بالجلوس و تركها حتي تكلمت هي بتلعثم :-
هل يوجد سبب لإلقاء القبض علي بهذه الطريقة ، ابتسم وكيل النيابة و قال :-الغيرة القاتلة
في تمام منتصف الليل دوي صوت هزة قوية فزعت ساكني الحي فأسرع الجميع لمعرفة السبب ، و كان
أول الواصلين لمصدر الصوت عبد العزيز حارس إحدى العقارات و تجمهر حوله العديد من الماره ليجدو
جثمان سيدة شابة غارقة في دمائها و شكلها يوحي بأنها فارقت الحياة ، اسرع الحارس و اتصل
بالشرطة التي وصلت سريعا و بمعاينة الجثة تبين أنها لسيدة شابة في العقد الثالث من عمرها
و ترتدي ملابس منزلية حافية القدمين
بحضور النيابة بدأت التحقيقات لمعرفة شخصية القتيلة و تم انتداب الطبيب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة .
الضحية تدعى ملك و تقطن في العقار رقم ستة الدور الثاني شقة رقم ثلاثة ، تم استدعاء حارس العقار لسؤاله عن القتيلة فأجاب ::
السيدة ملك تسكن بمفردها في شقتها منذ سنتين ، علاقتها محدوده مع باقي السكان ، ولكن في الاوانه الاخيره لاحظت علاقة بينها وبين الاستاذ رامي الساكن في الشقة رقم اتنين ، سأله وكيل النيابة بتمعن :
علاقة من أي نوع... ؟ تلعثم الحارس و أجاب :
أظنها علاقة حب .. ولكن منذ يومين حدث خلاف كبير بينهم وكان صوت شجارهم عال ولم أرى الاستاذ رامي يتحدث معها منذ ذلك اليوم ، سأله وكيل النيابة عن باقي السكان و كم شقة تسكن في العقار فأجابه :
العقار مكون من ستة طوابق لا يسكن به غير طابقين و يتم تجهيز شقة أخرى في الطابق الخامس لعروسين ... الطابق الاول شقة رقم واحد الأستاذة هناء و اولادها و زوجها متوفي ، و شقة الأستاذ رامي رقم اثنين ، و الطابق الثاني شقة رقم ثلاثة الاستاذة ملك رحمها الله ، و شقة الاستاذ مدحت والاستاذة نبيلة و اولادهم رقم اربعه ، سأله الوكيل الم يرى او يسمع شيئاً قبل او بعد الحادث فأكد الحارس انه لم يرى او يسمع اي شيء .
صرف وكيل النيابة الحارس و صعد شقة القتيلة لمعاينتها ، لم يلاحظ أي آثار توحي باقتحام
الشقة ، و تم فتح الباب بأمر وكيل النيابة و بعد المعاينة بدقة تبين أن حالة الشقة سليمة ولا يوجد آثار لحدوث شجار او مقاومة ، وجد باب الشرفة مغلق فكيف إذن القت بنفسها و هي مغلقة ! ..أكمل وكيل النيابة جولته ووجد اثار كوب مكسور و بجانبه زجاجة ماء تم تجميع بقايا الكوب حتى يفحصه الطب الشرعي .
فكر وكيل النيابة قليلا و طلب من معاونيه الصعود إلى سطح العقار لمعاينته ، و عندما وصل الي السطح وجد آثار أقدام و عند فحص السور و ما حولها وجد فردة حلق مكسورة ، تم تجميع الأدلة وتحديد مقاس آثار القدم و كان 43 ، تم سؤال جميع سكان العقار عن مقاس اقدامهم و تبين ان ثلاثة منهم نفس المقاس و هم الحارس عبد العزيز والاستاذ رامي و الاستاذ مدحت ، جلس وكيل النيابة يدرس ملف القضية بعد صدور تقرير الطبيب
الشرعي و الذي يؤكد أنها جريمة قتل وليس انتحار ، فدماء القتيلة تحتوي علي نسبة مخدر عالية و بفحص الجثة تبين أن قدميها نظيفة ولا يوجد بها اي اثار لاتربة ، و الإصابات التي أدت إلى الوفاة تهشم في الرأس و كسور في كل أنحاء الجسم و هذا بسبب السقوط من مكان مرتفع جدا مما ادى للوفاة فورا ، كما تبين ان الكوب به آثار مخدر .
انهي وكيل النيابة قراءة التقرير و بدأ يستدعي المشتبه بهم للتحقيق وكان أولهم الأستاذ رامي و الذي يظهر عليه آثار الحزن الشديد وبسؤاله عن علاقته بالقتيلة أجاب :
كان يوجد بيننا علاقة حب وقد كنت على وشك خطبتها ، سأله وكيل النيابة عن سبب شجارهم و اين كان وقت وقوع الجريمة ، هز رأسه و نكسها قائلاً :
خلاف بسيط و لكن ملك عصبية بعض الشيء و لم تكن تستمع لي و هي غاضبة فتركتها يومين حتى تهدأ و ياليتني لم أفعل... و لاجل ذلك كنت اسهر يوميا في النادي الرياضي الخاص بي حتي لا اراها ، طلب منه وكيل النيابة ترك حذائه للمعاينة و صرفه مؤقتاً ، و طلب دخول المشتبه به الثاني وهو الاستاذ مدحت و بدخوله بدأ وكيل النيابة سؤاله عن القتيلة و علاقته بها ، فأجاب بحزن واضح :
استاذة ملك كانت مثال للسيدة الفاضلة لم نري منها ما يسئ ابدا ، و علاقتها بجيرانها محدودة وسطحية ،
فساله ان كان قد رأى شيء مهم ليلة الحادثة فأجاب أنه لم يسمع او يرى شيئاً ، فصرفه وكيل النيابة مع طلب ترك حذاءه للمعاينة .
و دخلت الاستاذة نبيلة زوجة مدحت و سألها الوكيل نفس السؤال فأجابت بحزم :
انا لم اتعامل معاها قبل سابق و لكن كنت دائما اراها تشاغل استاذ رامي من الشرفة لأنها كانت تعشق الجلوس بها كثيرا ، و اوقاتا كنت أراه يدخل شقتها في أوقات متأخرة وهذا كل ما اعرفه ، فصرفها وكيل النيابة و تم استدعاء أستاذة هناء و لكنها كانت مسافرة منذ اسبوع ولم تعد بعد .
أصبح مقتل ملك لغز يجب حله فمن خدرها هو من حملها و صعد بها للسطح والقي بها ، وبعد يومين ظهرت
نتائج الفحص للأحذية و كانت مفاجأة.... انه الحارس عبد العزيز و لكن كيف وهو أول من وصل للجثة فور سقوطها.. إلا اذا كان هناك شريكا له ، فتح ملف القضية مرة أخرى وقرأ التحقيقات بتمعن ثم أحضر ورقة و قلم و كتب اسم ملك في منتصف دائرة و من حولها كتب أسماء جيرانها
رامي.. مدحت.. هناء.. نبيلة.. عبد العزيز .
ثم استبعد اسم هناء لان التحريات أثبتت انها كانت مسافرة في رحلة مع ابنائها ، يتبقى رامي و مدحت و زوجته و بعد تفكير عميق ابتسم وكيل النيابة فجأة و قال :-
و جدتها… كيف لم انتبه لهذا.. ؟
رفع سماعة الهاتف و أمر بالقبض على عبد العزيز و شريكه في الجريمة .
دخلت نبيلة علي وكيل النيابة و هي ترتجف من الرعب فامرها بالجلوس و تركها حتي تكلمت هي بتلعثم :-
هل يوجد سبب لإلقاء القبض علي بهذه الطريقة ، ابتسم وكيل النيابة و قال :-
خطتك كانت في منتهي الذكاء استاذة نبيلة و كنتي بعيدة عن الشبهات لولا خطأ بسيط قد وقعتي به
فردة الحلق التي كنتي ترتديها يوم الحادث كانت مميزة جدا و يبدوا انك غفلتي عنها ولم تتبيني انك فقدتيها ، ولكن نحن وجدنا الفردة الأخرى بجوار السور ها ما رأيك في هذا الكلام..؟
ارتبكت نبيلة وظلت تردد… انا بريئه لم أقتل احد.. انا بريئه..
امر وكيل النيابة بدخول عبد العزيز ، صمتت نبيلة و جلست مترقبه دخول عبد العزيز و القلق ينهش قلبها .
دخل عبد العزيز وهو يجر أذيال خيبته وراءه ، أشار اليه وكيل النيابة بأن يتقدم ، اخذ يقدم قدم و يؤخر الاخري حتي أصبح في مواجهة نبيلة التي زاغ بصرها في كل مكان ما عدا عبد العزيز الذي كان على وشك السقوط من الرعب .
قام وكيل النيابة بتوجيه تهمة القتل لعبد العزيز بمساعدة نبيلة ، صاح عبد العزيز مرتعبا :-
لا انا لم اقتلها لم اقتلها.. لقد حملتها الي السطح فقط و لم افعل شيئًا اخر صدقني ، لقد كنت في أسفل العمارة عندما سقطت ملك ، اسألو السيدة نبيلة هي من كانت معاها علي السطح ، ابتسم وكيل النيابة في مكر و تحدث لنبيلة قائلاً :-
اقول لك الان لماذا قتلتي ملك... ، اولا فردة الحلق هي من دلتنا عليك و لكن لم يكن لديكي دافع لقتلها ، فكثفنا البحث في شقة القتيلة و وجدنا هاتفها و بالبحث به عثرنا علي مكالمات بينها و بين زوجك و رسائل واتساب غراميه و بعض الصور الفاضحة و…. قاطعته نبيله صارخة :-
كفي لم اعد استطيع ان اسمع شيئا ...نعم قتلتها لانها عاهرة تحاول خطف زوجي و خراب بيتي
قتلتها لأنها مؤمس كل يوم مع رجل.. مرة رامي و مرة زوجي و كلاهم غافل عن افعلها و مسحورين بها.. قتلتها لاني رأيتها و زوجي يتبادلان القبلات امام باب شقتها خلسه و كانت هذه القشة التي قصمت ظهري ، استغل وكيل النيابة صدمتها و سألها كيف قامت بتخدريها ، نكست رأسها
و اجابت بتيه :-
اشتريت مخدر و ذهبت لزيارتها و طلبت منها شيء للمطبخ فذهبت تحضره ، وجدت كوب العصير علي المنضدة وضعت المخدر سريعا ثم أخذت منها ما طلبته و انصرفت ، بعد حوالي ربع ساعه سمعت صوت سقوط شيء فشقتها ملازمة لشقتي و الشرف تطل علي بعض ، قفز عبد العزيز من شرفتي لشرفتها و وجدها ممددة على الأرض ففتح لي الباب و حملها وصعد بها للسطح و اسندها علي السور و تركنا و انصرف .
و انتظرت حتي بدأت تفيق من المخدر و رأيت نظرة زعر تطل من عينيها جعلتني انتشي من الفرحه ، ثم القيتها و كم تمنيت ان يكون المكان مرتفع اكثر حتي تعيش الالم ألف مرة مثلما عشته وهي مع زوجي ، انهارت وسقطت على الارض باكية ، تعاطف معاها وكيل النيابة قليلا و لكنه ملزم بتطبيق القانون وأمر بحبس نبيلة و عبدالعزيز و احالتهم الى محكمة الجنايات واغلق المحضر.
خرجت نبيلة من النيابة منكسرة شارده وسط دهشة زوجها و غضبه من نفسه لان بسبب نزوة كان السبب في هدم حياته و بيته.
تمت.