ads header

أخبار الموقع

محمد كامل محمد يكتب طاعة حتى النهًاية



َّعاد من سفره بعد غياب أعوام، تنقّل فيها من مكان إلى آخر، سرت في روحه دماء باردة، قضى أيامه بين غرباء أجانب، فسلك سلوكهم، وجد في الترحال ضالته المفقودة، اعتاد الحياة بعيدًا عن حدود المألوف، تكررت دعوات زوجته له بالعودة، كلّت من الحياة بلا رفيق.

يعود غير عابئ بمن يحتاجون إليه، يمارس إخوته عليه طقوس السيطرة المعتادة، يرضخ لرغباتهم، ويلتف حولهم، يصفون له بشاعة ما دار فى غيابه، هم يقدمون أقصى ما فى وسعهم، ولكن يقابل ذلك بالإساءة، فيوجهون له السباب ويختلقون الأزمات معه، يرسمون له خطوطًا تسير عليها حياته القادمة، تقوده أقدامه خلفهم فينفذ ما يملى عليه.

يصب عليهم جم غضبه، تصير سعادتهم بقدومه جحيمًا، 

يتمنون زواله، يحاولون أن يوضحوا أمامه الحقائق، ولكنه لا 

ينصت إليهم، وقع فريسة لمن يحاولون ابتزازه بشتى الطرق.

بدأ يضيق حوله الخناق، تشتت عقله فى أمور لا حصر لها، 

بدأت صحته فى التدهور، لازمته أمراضٌ مزمنة، أعد عدته 

للطيران بعيدًا مرة أخرى، أستيقظ الجميع على صرخات 

الزوجة، ووجدوه ملقى على الأرض بلا حراك، حاولوا 

إفاقته؛ ولكن روحه حلقت فى السماء، اقتحموا مكتبه 

وعبثوا بأوراقه، استخرجوا حساباته النقدية، وضعوا بصمة 

إصبعه على دفاتر الشيكات، ظلت الزوجة تبحث عن حقها 

المسلوب وشبابها الذي فقد.


ليست هناك تعليقات